الرأي والتحليل

الصفر البارد يكتب: هل اقتربنا من قول وداعاً للصحافة الورقية المطبوعة

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، تواجه الصحافة المطبوعة تحديات وجودية، بينما تشهد الصحافة الإلكترونية نموًا غير مسبوقا.. إليك تحليل لمصير الصحافة المطبوعة مقارنة بنظيرتها الرقمية:-
1- التكاليف المرتفعة:-
ستعاني الصحافة الورقية من مشاكل الطباعة وتوزيع الصحف لأن التكاليف في زيادة مستمرة مقارنة بالنشر الإلكتروني مما يساهم في انهاء فكرة الصحف الورقية المطبوعة.
2- البطء في التحديث :-
عدم القدرة على منافسة السرعة الفائقة للصحافة الإلكترونية في نقل الأخبار، فعندما تظهر النسخة الورقية المطبوعة يكون الخبر في الأصل أصبح خبرا قديما حسب سرعة النشر عبر المواقع الإلكترونية والوسائط الرقمية .
3 – تغير عادات القراءة :-
الأجيال الجديدة تفضل المحتوى القصير والفوري عبر الهواتف الذكية مما يشي أن ليس هناك اهتماما كافيا من الأجيال الحديثة بالصحافة المطبوعة، فالكل من السهولة أن يحصل على الخبر أو الإعلان المطوب عبر المواقع الإكتروينة والوسائط .
4 – ومربط الفرس :-
قريبا تعاني الصحافة لورقية أزمة الإعلانات وشح التمويل و ذلك بسبب تحول المعلنين إلى المنصات الرقمية (مثل جوجل وفيسبوك) بسبب استهداف أفضل وتكلفة أقل، وعدد مشاهدة أكبر بكثير الأقام تصل إلى (عشرات الملايين)، ولكن تظل فقط إعلانات المحاكم والجهات الأمنية (الشرطة والأمن ومن هم في شاكلاتها، مرتبطين بالصحاف الورقية حسب توجهات كل دولة من دول العالم، فان أمريكا تعتمد الإعلانات إلكترونية حتى للمحاكم وللشرطة. (وربما تتحول محاكم وشرطة السودان للنظام إلكتروني لكن بعد زمن قصير) .
من جهة أخرى فان العدو الأكبر للصحافة الورقية وهم الجهات الإكترونية الحديثة وهي التي قد تذهب بالحصافة الورقية الى دارك التاريخ قريبا للأسباب التالية :-
1- تطور الصحافة الإلكترونية عبر البرمجيات الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي (وهذا اهم الأسباب).
2- السرعة والتحديث الفوري: يمكن نشر الأخبار خلال ثوانٍ من حدوثها.
مع وجود خاصة التفاعل مع الخبر و إمكانية دمج الفيديوهات، البث المباشر، والتفاعل مع القراء عبر التعليقات المباشرة للخبر او الموضع المنشور.
3- الوصول العالمي- تيتح الصحافة الإلكتروينة إمكانية الوصول إلى جمهور عالمي دون قيود التوزيع الجغرافي لا الزمان ولا المكان، مما يحقق انتشار واسع وعالمي .
الحلول و مصير الصحافة المطبوعة احتمالات مستقبلية :-
1- التحول إلى النموذج الهجين :-
بعض الصحف الكبرى (مثل نيويورك تايمز، واشنطن بوست) تحافظ على إصدارات ورقية لكنها تركّز على النسخ الرقمية وتطبع نسخ ورقية محدودة جدا جدافقط لتصبح أرشيف لها في المقام الأول وتوزع لشخصيات محددة في المجتمع (Only for rich people ).
2- التركيز على القيمة المضافة:-
إنتاج تحقيقات عميقة أو مواد خاصة للطباعة لجذب شريحة محددة مثل :- (كبار السن، – الجامعيين، – رجال الاعمال – السياسين- الخ – Etc.). التحول إلى إصدارات أسبوعية أو شهرية بدلاً من اليومية لتقليل التكاليف الاعتماد على الاشتراكات المميزة (Premium) أو الطبعات الفاخرة كسلعة ( نخبوية – للقارئ VIP ). التحديات المشتركة لكلا النوعين من الصحافة :-
1- أزمة المصداقية:-
انتشار الأخبار الزائفة يؤثر على ثقة الجمهور في الوسائل التقليدية والرقمية، ولكن تظل الصحافة الرقمية هي أكثر جهة حتى الآن في نشر الأخبار عديمة المصدقية (بينما الورقية تحذر حذر شديد في نشر الخير بدون مصداقية).
توقعات فشل الصحافة الورقية في تحقيق الربحية :-
صعوبة تحقيق أرباح مستدامة للصحافة الورقية في ظل هيمنة الصحافة الإلكترونية على 95 % الإعلانات حاليا (وهي نسبة عالمية تشمل حتى السودان في الإحصاء).
آخر المداد نقول :-
نتوقع التالي:-
أ‌-هيمنة الصحافة الرقمية مع بقاء محدود للصحافة المطبوعة كـ “ترف ثقافي” أو رمز تاريخي.
ب – الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مثل توليد تقارير آلية أو تحليل البيانات.
ج – انتاج الصحافة المتخصصة :-
قد يتم إنتاج صحف مطبوعة في مجالات محددة (اقتصادية، فنية، etc.) قد تستمر لفترة أطول. فستذكرون ما أقوله لكم وافوض امري الى الله.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى