
واحدة من واجبات الصحافة تسليط الضوء على الأخطاء والتجاوزات والفساد بهدف محاسبة المفسدين حماية للمال العام وفي نفس الوقت نشر الحقيقة لتبصير المواطنين للمعرفة بكل تجرد وشفافية وذلك لخدمة الوطن والمواطن مع التزام الصحفي بالتقيد بقانون الصحافة والمطبوعات وميثاق شرف وضمير الصحفي في أداء واجبه.
وبحمد الله خلال مسيرتي الصحفية في السنوات الماضية والتي نشرت خلالها العديد من ملفات التجاوزات والفساد وقادني الى محكمة الصحافة أكثر من ثلاث عشر بلاغا وجهت ضدي وبحمد الله لم أدان في بلاغ واحد كما
ظللت اعمل بمهنية تامة مع التزامي بقانون الصحافة وميثاق الشرف والضمير في اداء وجب المهنة
ساقني الى ذلك بعض ما حدث الفترة الماضية الذي عملت فيها ضمن مكتب إعلام مكتب الوالي مع كوكبة من الصحفيين وإعلاميين في العاصمة الإدارية المناقل منهم من اتت به ظروف الحرب ومنهم من هو من أبناء المناقل وجميعهم لبى نداء الوطن من أجل المشاركة في معركة الكرامة وتحرير ولاية الجزيرة حيث حتم الوجب المهني على جميع الاخوان في مكتب اعلام الوالي القيام بواجبهم المهنهي من أجل عكس نشاط حكومة الجزيرة في وقت كانت فيه كل الاجهزة والمؤسسات تابعة للحكومة في حالات شتى نتيجة لسقوط حاضر ولاية الجزيرة وكان لا بد من الانضمام الى جهود تحرير ولاية الجزيرة من العاصمة الإدارية المناقل.
وبدعوة من المكتب التنفيذي لوالي الولاية عملت مع الاخوة في مكتب الإعلام بالمناقل ولا بد من توضيح الحقيقة الى ان الكثير من الأهل بالجزيرة غير متابعين لتلك الأحداث في تلك الفترة وذلك بعد سقوط مدني وخروج والي الجزيرة الاستاذ الطاهر ابراهيم الخير الذي تولى قيادة الولاية قبل سقوطها بأقل من شهر غادر مدني الى جنوب الجزيرة وظل يتابع الأحداث ثم انتقل الى ولاية سنار لفتره قصيرة لترتيب الأمور ومن ثم قرر نقل العاصمة الإدارية الى محلية المناقل لإدارة شؤون الولاية من داخل ولاية الجزيرة، ولاشك أنه كان قرارا موفقا وقد كان أن تم نقل العاصمة الإدارية الى محلية المناقل التي صمدت أمام مليشيا الدعم السريع بجانب محلية القرشي وجزء من محلية جنوب الجزيرة كانت تحت إدارة ووالي الجزيرة.
وكان التحدي الكبير لتوفير الإيرادات لتسير شؤون الولاية وبعد التشاور مع الوزير المفوض لوزارة المالية الاستاذ عاطف أبو شوك تم إنشاء إدارة المواد البترولية بتكليف الاستاذ بدر الدين حسين كمدير مكلف لإدارة البترول بالعاصمة الإدارية ونجح في التحدي في توفير الإيرادات للولاية التي تم تحويلها الى ميزانية حرب للصرف على المجهود الحربي وتحرير ولاية الجزيرة، وبدأ الصرف على دعم معسكرات تدريب المستنفرين في حدود العاصمة الإدارية والصرف على الارتكازات لتأمين بقية الولاية وفي نفس الوقت كانت محلية المناقل والقرشي تستقبلان عملية نزوح كبيرة من جميع قرى ومدن ولاية الجزيرة وكان الوالي يقدم الخدمات الى المعسكرات ويستنفر الخيرين لتوفير الاكل داخل معسكرات الوافدين الى المناقل والقرشي وتوفير العلاج المجاني للوافدين وظل الوالي يعمل في كل الاتجاهات وقام بمعالجه مشكلة المياه بالمناقل بعد انقطاع التيار الكهربائي بادخال الطاقة الشمسية في عدد كبير من مصادر المياه في المناقل والقرشي كما استنفر المنظمات لعملية اصحاح البيئة في المستشفيات والأسواق وادخال الطاقة الشمسية في بعض المستشفيات بالمناقل التي شهدت زيادة كبيرة في الترددات بإضافة إلى استقبال الجرحى، ولم يقف الوالي عند ذلك بل قام بمعالجة مشاكل المزارعين بمشروع الجزيرة في توفير الوقود وحل مشكلة الري وكان يتابع قضية المزارعين حرصا منه لانجاح الموسم الزراعي لاسكات إشاعه المجاعة في البلاد.
يقدم الدعم لكل معسكرات المستنفرين ومتابعه قضية الجرحى من المواطنين الذين أصابتهم مليشيا الدعم السريع في التعدي على قرى الجزيرة وتوفير العلاج المجاني وانتهج الوالي زيارة جميع الارتكازات وتقديم الدعم لهم وزيارة المدن المحررة داخل ولاية الجزيرة ومعالجة وتقديم الخدمات لهم كما قام بزيارة الى معسكرات النازحين من مناطق شرق الجزيرة في ولاية القضارف.
وعند سماع نبأ تحرير مدني كان الوالي في زيارة الى مدينة الحاج عبدالله بمحلية جنوب الجزيرة لتفقدها عقب تحريرها وعندما سمع بخبر التحرير قرر التوجه مباشرة الى مدني رغم رفض طاقم الحراسة توجه الوالي قبل نظافة وتأمين مدني وقال أنا تحمل المسؤلية ولكن إصرار الوالي على دخول مدني عبر محور سنار برفقة أعضاء اللجنة الأمنية بالولاية وتعرض وفد الوالي الى اشتباك بين منطقة الشكابة و مدخل بركات واستخدمت فيه العديد من أنواع الأسلحة الثقيلة وبعناية الله وقوات محور سنار لم يصاب أحد من الوفد و في ارتكاز بركات و نسبة لقرار حظر التجوال وعدم تأمين الدخول الى مدني تقرر ان يقضي الوالي والوفد المرافق له ليلتها بارتكاز بركات وتم اختيار منزل كان تقيم فيه مليشيا الدعم السريع وفي صباح توجه الى مدني لم يكن سهلا وبذلت قوات محور سنار جهود كبيرة لتأمين شارع سنار باستخدام المسيرة حتى الوصول إلى مقر الفرقة الأولى مشاه وهنا حدث ننفض الغبار عنه لأول مرة حيث انقذت العناية الالهية الوالي وبرفقته مجموعة من الصحافيين عند دخولهم الفرقة الأولى وذلك بعد اطلاق الذخيرة من أحد القناصة وبلطف الله لم يصاب احد وعمت الجميع الفرحة بعودة حاضرة ولاية الجزيرة ودمدني الى حضن الوطن.
لا شك ان تحرير مدني كان صعب جدا وأصعب من ذلك توفير الإيرادات والدعم بواسطة لجنة الدعم والسند ومجهودات موظفي إدارة البترول كلهم ساهم في تحرير مدني ولا يقل دورة عن الجنود في الخطوط الامامية وبفضل إدارة الوالي كذلك لجنة الدعم والسند الى جميع المحاور لتخوض عملية التحرير و نقول بكل صراحة ان والي الجزيرة استلم قيادة الولاية قبل سقوطها باقل من شهر وهو غير مسؤول عن سقوطها وتولى أعباء ادارية كبيرة في تحرير مدني ويكفي أنه ظل مرابطا داخل محلية المناقل طوال الفترة الماضية حتى ايام العيد ظل موجودا يتابع تقدم القوات في المحاور ويتابع الارتكازات ويتابع مراكز الايواء ويتابع الموسم الزراعي ونجاح الولاية في تنظيم امتحانات الشهادة السودانية باستضافة الطلاب من خارج المناقل والاعاشة والترحيل رغم ان الحكومة الاتحادية لم تقدم الدعم المادي للولاية إلا مبلغ مئتان مليون جنيه عند إنشاء العاصمة الإدارية المناقل و لاشك بانه تم عمل كبير جدا وماقام به الوالي واعضاء لجنة الامن بالولاية ووزير المالية كله كان وراء تحرير مدني ولابد ان تتضافر الجهود في عملية اعمار وتطبيع الأوضاع داخل ولاية الجزيرة وهذا ممكن إذا تضافرت الجهود وخلصت النوايا وقويت العزائم واللـه يهدي السبيل وهو المستعان .
ولنا عودة