صحيفة المسار نيوز وقناة المسار الرقمية داخل مستشفى الشيخ الصائم لجراحة وطب العيون بود مدني

لا بد أن نقدم صوت شكرنا للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والقوات المساندة على دورهم المقدر في دحر هذه المليشيا الغادرة
المدير العام: المستشفى تعرضت لدمار ممنهج وتم نهب جميع الأجهزة والمعينات الطبية الحديثة
دكتور نزار: وزارتا الصحة الاتحادية و الولائية وحكومة الولاية قاموا بدعم عملية التشغيل وقدموا لنا بعض المعينات لكن نحتاج للمزيد

حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين ـ عباس الشيخ

مقدمة الحوار:ـ
مستشفى الشيخ الصائم بمدينة ود مدني يعد من المستشفيات الرائدة في مجال تقديم الخدمات الطبية والعلاجية والجراحية والاستشارية لمرضى العيون، ومنذ تأسيسه ظل يقوم بأدوار متعاظمة واستمر من خلال كوادره في تقديم العديد من الخدمات التي كان لها الدور الواضح والاسهام المقدر في توطين جراحة وعلاج العيون، واستفاد منها السواد الأعظم من المرضى سواء كانوا من داخل ولاية الجزيرة أو حتى من الولايات المجاورة لما تمتاز به من كوادر طبية ومهنية وأطباء متخصصون في علاج الأمراض المتعلقة بالعيون، إضافة إلى الامكانيات الكبيرة المتمثلة في الأجهزة والمعينات الحديثة التي تستغل في خدمة المرضى كان ذلك ما قبل الحرب اللعينة وحتى في حرب الخرطوم قبل أن تغذوا المليشيا حاضرة الولاية.

والقائمون على أمر المستشفى وعلى رأسهم المدير العام ومعاونيه وضعوا العديد من الخطط والبرامج التي من شأنها أن تجعل المستشفى مواكبة لجميع التطورات التقنية الحديثة التي ادخلت على قطاع طب وتخصص أمراض العيون.
لكن في حقيقة الأمر عندما استبيحت الولاية من قبل مليشيا آل دقلوا والتي عملت على نهب وسرقة ودمار كافة مؤسسات الولاية الخدمية خاصة مثل هذه المؤسسات فكان لمستشفى الشيخ الصائم نصيب الأسد من هذا الدمار الممنهج كما يقولون حيث أن مليشيا آل دقلوا قامت بحرق أهم ما كانت تمتلكه المستشفى من أجهزة حديثة.

قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوزومن خلال تجوالهما في الولاية والمؤسسات الخدمية بغرض عكس هذا الدمار والوقوف عليه كان لنا عظيم الشرف أن نسجل زيارة لمبنى المستشفى حيث التقينا في برنامج “ضيوف وقطوف” الذي يعده ويقدمه/ هشام أحمد المصطفى (أبو هيام) واستضفنا في حلقة خاصة السادة قيادات المستشفى وعلى رأسهم المدير العام الدكتور نزار عبد الحي إدريس.
وصحيفة المسار نيوز ولأهمية هذا الحوار نخصص حلقات متتالية منه لعكس ما دار في البرنامج، وفي هذه الحلقة الأولى أو الجزء الأول نخصصه لحديث السيد/ المدير العام ومن ثم نواصل استعراضنا في حلقات أخرى لما دار مع السيد/ مدير الشؤون الإدارية والمالية والمدير الطبي.. فالى مضابط الحوار:ـ

في مستهل هذا الحوار ماذا أنت قائل السيد المدير العام؟
مرحبا بكم الإخوة من قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوز والتحية لكم وأنتم تسجلون هذه الزيارة التاريخية لمستشفى الشيخ الصائم لطب وجراحة العيون بولاية الجزيرة، وحاضرتها ود مدني وذلك بغرض عكس المجهودات التي تقوم بها في عملية الإعمار بعد تحرير مدينة ود مدني وولاية الجزيرة من التمرد الغاشم والمليشيا التي استباحت الولاية ودمرت جميع مؤسساتها ونهب أصولها بما فيها مستشفى الشيخ الصائم، وأنا شاكر ومقدر لكم هذه الزيارة التوثيقية والتعريفية التي من خلالها نتحدث للرأي العام ومتخذي القرار عن حجم الدمار والنهب والسرقة التي تعرضت لها المستشفى بما فيها الاعتداء على العنابر وكل الأجهزة الطبية والمعملية، وأيضا عبركم اسمحوا لي أن أحي قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والمستنفرين والأجهزة المساندة على الدور الكبير الذي قامت به في دحر هذه المليشيا وبفضل الله والقوات المسلحة أصحبت الآن ولاية الجزيرة وود مدني على وجه الخصوص خالية تماما من هذا التمرد والمليشيا الغادرة وبفضل تلكم المجهودات أصبحنا آمنيين ومستقرين في المستشفى وعدنا لمباشرة رسالتنا ودورنا الطبي والعلاجي والتشخيصي.

إذا السيد المدير العام نود أن تحدثنا عن مستشفى الشيخ الصائم بود مدني وما هي المجهودات التي بذلت في عملية الإعمار وتشغيل المستشفى؟
كما تعلمون أن مستشفى الشيخ الصائم يعد مستشفىً مرجعيا بولاية الجزيرة وهو يتبع للمركز القومي لطب وجراحة العيون، وهو من المؤسسات الطبية المعتمدة لدى مجلس التخصصات الطبية بحكم أنه يضم عددا من الاختصاصيين، وبعد دخول المليشيا إلى مدينة ود مدني لم يكن حالها بمعزل عن بقية المستشفيات التي تعرضت للخراب، و حدث للمستشفى خرابا ممنهجا في كافة الأجهزة والأثاثات وكافة المستهلكات الطبية وخلافها تعرضت للدمار وهذا يعد نموذجا من حجم الخراب، ونحن لدينا احصائية ونسبا معدة لحجم هذا الدمار.
إذا السيد/ المدير العام كيف تصف لنا حجم الدمار وما تعرضت له المستشفى في أثاثاتها وأجهزتها من قبل المليشيا؟
كما ذكرت لكم جميع الأجهزة والأثاثات بجانب أجهزة العيادات والعمليات كلها أصابها الدمار والخراب والنهب و فقدنا كافة الأجهزة خاصة أجهزة التصوير بنسبة 100% وما هو موجود الآن تم تدميره تماما وعدد من العيادات تعرضت للسرقة والتخريب بنسبة 70% أيضا نهبت كافة النظارات والعدسات من المخزن بجانب سرقت الأجهزة الخاصة بالعملية تم أيضا الاعتداء عليها وتدميرها، أما بالنسبة للأثاثات سرقت ودمرت بنسبة 50%.

وماذا عن بداية العودة ووضع الخطط لعملية إعمار ما دمر من أثاثات وأجهزة؟
في الحقيقة بعد أن تم تحرير مدينة ود مدني وبالتعاون مع الكوادر الموجودة بالمستشفى كان لدينا معهم تواصلا ومع الموظفين والكوادر المساعدة لمباشرة العمل سواء كانوا موجودين في ود مدني أو حولها تم استدعاهم بغرض البداية في مرحلة تقييم هذا الضرر ومن ثم وضع خطة تشغيلية، وكانت لدينا اجتماعات ولقاءات مع كافة الكوادر التي كانت موجودة داخل مدينة ود مدني، وبعد ذلك تم وضع خططا اسعافية حتى نتمكن من عملية التشغيل للمستشفى بما هو موجود ومتاح.
في اعتقادك دكتور نزار كل ما نهب وسلب ودمر من أجهزة طبية ومعملية من داخل المستشفى هل هذه المليشيا تملك المقدرة على تشغيلها ولديها العلم والدراية بأهميتها؟
نعم هذه المليشيا اعتدت و نهبت وسرقت ودمرت الأجهزة التي قد تكون عصب وصمام أمان العملية التشغيلية داخل المستشفى، وأنا في اعتقادي هذه المليشيا لديها من هم علماء بهذه الأجهزة المهمة وقد تكون هذه المليشيا استعانت بمهندسيين وأطباء وخبراء في مجال تشغيل هذه الأجهزة لكن أنا أشك أنهم يملكون الفهم الفني والدراية التامة والمعرفة بأهمية هذه الأجهزة التي قاموا بدمارها ونهبها وسرقتها من داخل المستشفى وأضرب لكم مثالا نحن لدينا جهازين موجات صوتية واحد جديد والثاني قديم قاموا بسرقة الجديد وتركوا القديم وهذا يدل على معرفتهم بنوعية هذه الأجهزة وقيمتها.

وكيف تصف لنا وضع العملية الآن داخل المستشفى؟
من داخل العملية تمت سرقت كافة الأجهزة المهمة والحساسة، وهذه الأجهزة كما ذكرت لا يمكن أن يعمل بها شخص إلا لديه علم ودراية بأهميتها خاصة جهاز الشبكية والأجهزة التي لم يتمكنوا من سرقتها قاموا بدمارها على سبيل المثال جهاز التصوير الطبيعي للشبكية تم تدميره تماما.

إذا الدكتور نزار بعد عملية التحرير وعودة المستشفى للخدمات الطبية والصحية هل عملتم في الإدارة على توفير كل المعينات والأجهزة التي تمكن المستشفى والتخصصات من أداء دورها في ظل الأوضاع الراهنة للبلاد والولاية؟
لا شك في أن أجهزة المستشفى مكلفة جدا ونحن عندما عدنا للمستشفى قمنا بعملية تقييم كامل وشامل لحجم الخراب والدمار ووقفنا على حجم الأجهزة الموجودة التي يمكن من خلالها أن نبدأ بها التشغيل، ووضعنا خطة لعملية التشغيل على مراحل فكانت في الأولى مرحلة النظافة والترتيب، وبعد ذلك جاءت مرحلة العيادات العامة ثم العيادات المتخصصة إلى أن وصلنا إلى مرحلة العمليات وبدأنا بعملية المياه البيضاء وبالتعاون مع الإخوة في وزارتي الصحة الاتحادية والولاية والمالية ومن هنا لا بد أن نوصل لهم صوت شكرنا على مساعدتهم لنا وعلى ما قدم لنا من توفير بعض الأجهزة التي من خلالها تمكنا من إجراء عمليات المياه البيضاء بالنسبة للمرضى، أيضا هناك بعض العمليات لم تكن موجودة ما قبل الحرب فتم شراء بعض الأجهزة المكلفة جدا والآن نحن لدينا بعض المساعي مع وزارتي الصحة الولائية والاتحادية ووزارة المالية بغرض الأجهزة التي تعمل في العمليات المتخصصة.

نواصل في العدد القادم،،،