الرأي والتحليل

فريق شرطة حقوقي – محمود قسم السيد يكتب: الصين شريكٌ إستراتيجي لأفغانستان… ونموذجٌ لعلاقاتٍ تحترم السيادة وتدعم البناء

السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم،
لقد آن الأوان أن نُحسِن الاتجاه، وأن ننظر إلى الشرق بعين البصيرة لا بعين التردد، فهناك حيث لا تُفرَض الأجندات ولا تُصادَر السيادات، بل تُبنَى الشراكات على المصالح المتبادلة والاحترام الكامل للدول والشعوب.
*أفغانستان – البلد الذي كان بالأمس القريب مختنقًا تحت وطأة التدخلات الغربية* والأمريكية الحاقدة – ها هو اليوم يستعيد أنفاسه، ويصبح موضع تنافس دولي، بل وتُسارع الدول للاعتراف بحكومته، كما فعلت روسيا مؤخرًا، لا حبًا فيه، بل إدراكًا لتحوّله إلى شريكٍ استراتيجي للصين، القوة الاقتصادية الهادئة الصاعدة.
الصين في أفغانستان…
*لا قواعد عسكرية بل مشاريع تنموية:*
لم تأتِ الصين إلى كابول بالدبابات ولا بجنود، بل جاءت بالآليات الضخمة بحثاً عن كنوز أفغانستان من معادن ونفط وغاز وزراعة وسدود، واتفاقيات تنموية شاملة، ومن أبرز تلك الاستثمارات:
*منجم ميس عينك للنحاس:*
أحد أكبر مناجم النحاس في العالم، باستثمار تجاوز 3 مليارات دولار، يوفر آلاف الوظائف ويعزز صادرات الدولة.
عقد النفط في حوض آمو داريا:
أول اتفاق بعد *الانسحاب الأمريكي، *بموجب شروط عادلة بلغت فيها حصة الحكومة الأفغانية 70%.*
وللنظر إلى الغرب كله، مثال دولة فرنسا، التي *تحوز* *65 % من منجم اليورانيوم في النيجر، *بينما تحصل النيجر على نسبة 35٪ ويباع لها بثمن بخس مقارنة الاسعار العالمية* ، مما يوضح الفرق الجوهري في طبيعة الشراكات.
*مشاريع الربط الإقليمي:*
من خلال شبكة “الحزام والطريق”، سعت الصين لربط أفغانستان بأسواق باكستان والصين عبر سكك الحديد والممرات البرية.
مساعدات بلا شروط:
قدّمت الصين دعمًا إنسانيًا وغذائيًا وتنمويًا دون تدخل في الشؤون الداخلية أو فرض أجندات.
*ما نريده ليس عداءً… بل الاحترام:*
لسنا دعاة خصومة مع أحد، لا مع أمريكا ولا مع روسيا، فهذه دول لها وزنها واعتبارها الدولي.
لكننا نرفض التبعية، ونرفض أن تكون سيادتنا أو وحدتنا الوطنية ثمنًا لأي دعم أو اعتراف أو ابتزاز أو امتهان لكرامتنا.
نريد علاقات متوازنة مع الجميع، تُبنى على الاحترام المتبادل، وتُراعي المصلحة السودانية أولًا.
*نداءنا إليكم، السيد رئيس مجلس الوزراء:
دولة الحلم والأمل*
اتجهوا شرقًا… حيث لا وصايةَ ولا استكبار، بل شراكةٌ تدعم البناء وتُحترِم السيادة.
*اتجهوا نحو الصين،*
فهي لا تطلب منكم تغيير أنظمتكم، ولا تُصدر لكم وصاية ثقافية أو سياسية،
بل تمدّ إليكم يد الشراكة في:
البنى التحتية، التعدين، الطاقة، الزراعة، التقنية، النقل، والتعليم،
دون إملاءات… دون استعمار ناعم… خبيث، دون وصاية متغطرسة.
الصين تعمل في كل الظروف دون نفاق، ودون تخويف أو هروب، ودون شروط استثمارية مجحفة.
*الصين فرصة استراتيجية… فاغتنموها قبل أن تندموا.*
وأخيرًا…
*ولنا عودة… بإذن الله، مع الصين،*
حتى نرى الاستثمارات تنهال علينا،
ويُولد الأمل من رحم الشراكة،
ويُبنى السودان من جديد…
لا على أنقاض التبعية، بل على أساسٍ من الكرامة والسيادة.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى