قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوز داخل جامعة العلوم الصحية فرع ود مدني

الدكتور تاي الله مدير الشؤون العلمية: وجدنا الجامعة خالية من جميع الممتلكات ولكن بفضل الله بدأنا في إعادة الإعمار
الدكتورة سلوى: كل ما كنا نملكه داخل الجامعة تعرض للسرقة والخراب ونناشد الحكومة والخيرين بالوقوف معنا
شهدت جامعة العلوم الصحية عودة الطلاب الذين انتظموا في قاعات الدراسة والمحاضرات
الجامعة تواجه ظروفا صعبة والدكتور تاي الله يقول: عملنا على أن لا نفوت الفرص على طلابنا

حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين ـ عباس الشيخ

مقدمة الحوار:ـ
في ظل ما شهدته ولاية الجزيرة من أحداث مؤسفة ألغت بظلالها السالبة على المؤسسات التعليمية والخدمية، لم تكن جامعة العلوم الصحية ـ فرع ود مدني ـ بمنأى عن الدمار، حيث تعرضت منشآتها لتخريب طال القاعات والمعامل والمكاتب الإدارية، ما أدى إلى توقف الدراسة وتشتت الطلاب والكادر الأكاديمي.

ورغم التحديات، نهضت إدارة الفرع، بقيادة الدكتورة سلوى الريح مجذوب، والدكتور تاي الله علي تاي الله، بجهود كبيرة لإعادة تأهيل البيئة الجامعية، من خلال مبادرات عاجلة وخططا مرحلية لإصلاح ما تضرر، وضمان استقرار العملية التعليمية، وفي وقت وجيز، بدأت الجامعة تستعيد عافيتها، وتعود الحركة إلى قاعاتها، معلنة انتصار الإدارة الأكاديمي على الواقع القاسي.
في هذا الحوار نسلط الضوء على حجم الضرر، خطوات الإعمار والتحديات التي واجهت الإدارة، إضافة إلى رؤية القيادة الجامعية لمستقبل التعليم الصحي في الولاية.. فالى مضابط الحوار:ـ

مرحبا بكم الأخت الدكتورة سلوى ونود أن نقف على حجم الدمار الذي تعرضت له الجامعة أثر هذه الحرب؟
مرحبا بكم الإخوة في قناة المسار الرقمية وصحيفة المسار نيوز لزيارتكم لنا في مقر جامعة العلوم الصحية فرع ود مدني بغرض الوقوف على حجم الدمار الشامل الذي لحق بالجامعة والإدارة والقاعات.
ونحي مجهوداتكم في تسليط الضوء على المؤسسات التعليمية والخدمية.

حقيقة جامعة العوم الصحية فرع ود مدني كان لها نصيب الأسد في هذه الأحداث وتضررت جميع منشآت الجامعة وتضرر الطلاب كثيرا وتأخرت العملية التعليمية بشكل مباشر أثر هذه الحرب، وأثناء اندلاع هذه الحرب نزحنا إلى ولاية كسلا بحيث لا تتوقف الدراسة بسبب وجود أفرعا لنا في الولايات الآمنة، وبعض الطلاب تمكنوا من الوصول للولايات الآمنة خاصة طلاب ولايات دارفور وكردفان وحتى الولايات التي تأثر طلابها بالظروف المادية المعلومة بالتأكيد أثرت عليهم في الوصول للجامعة.

وهل بعد العودة لاحظتم غيابا لبعض الطلاب والإدارات المتخصصة؟
نعم الجامعة في الحقيقة تشهد غياب عددا من الطلاب ولكن البعض منهم وصل، والآن نحن مواصلين في عمليات الدراسة بأقل ما هو ممكن نسبة لأن هذه الحرب اللعينة قضت على جميع الوسائل التعليمية، ونحن الآن رجعنا ندرس الطلاب بالسبورة والقلم وبدلا أن نذهب إلى الأمام رجعنا للوراء كثيرا جدا، ولكن رغم ذلك لدينا عزيمة في مواصلة دراسة الطلاب بأي وضع بدلا من التوقف التام.
وماذا عن مستقبل الطلاب إثر ما تعرضت له الجامعة؟
نحمد الله تعالى بعض الطلاب أمتحنوا أكثر من ثلاثة سمسترات و مواصلين رغم عدم الامكانيات والجامعة لم تتوقف وذلك من خلال إصرار أخونا المدير العام، والآن بفضل الله تعالى جميع أفرع الجامعة مواصلة في أداء مهامها والطلاب بها منتظمين بدرجة كبيرة، وفي فترة الحرب نزحت الجامعة إلى ولاية كسلا وجميع الطلاب الذين كانوا هنا الآن وصلوا إلى الجامعة بغرض مواصلة تعليمهم.

وكيف تنظرون لدعم الإدارة العليا لجامعة العلوم الصحية وماذا قدمت لكم؟
نحن نقدر للإدارة العليا للجامعة دورها ومجهوداتها في ولاية كسلا بغرض استمرار العملية التعليمية ونعتبرها استمرارية لجميع الأفرع التي كانت متأثرة بالحرب، وعبركم نقدم لهم صوت الشكر، وأنا أكرر أن هذا اللقاء سيكون بمثابة نداء عاجلا لكافة الطلاب والمؤسسات بغرض والوقوف مع إدارة الفرع حتى ينهض من خلال دعم الجهات الرسمية والخيرية وعلى مستوى أفراد المجتمع.

دكتورة سلوى نود أن نتحدث عن المجهودات التي بذلت في إعمار الجامعة؟
جامعة العلوم الصحية فنيا تتبع لوزارة التعليم العالي وهي تندرج ضمن مؤسسات إدارة التعليم الأهلي والأجنبي، وهي جامعة إداريا تتبع لوزارة الصحة وتعتبر المؤسسة التدريبية للوزارة في الولاية، وعلى المستوى الاتحادي تتبع لوزارة الصحة القومية، والأفرع كل فرع تابع للوزارة في الولاية المعنية، وللأسف الناحية التمويلية أو بمعنى التمويل للجامعة غير رسمي من أي جهة ومعظم التمويل يعتمد على رسوم الطلاب.

وهل لديكم فرصا مجانية لبعض الطلاب مراعاة لظروفهم؟
نعم الجامعة تتيح فرصا مجانية للطلاب ولكن هناك رسوم تسجيل بسيطة يقوم بدفعها الطلاب، وهذه المبالغ والرسوم من خلالها نقوم بتسيير العملية التعليمية.
هل هذه الرسوم لإدارة الجامعة كافية وملبية للطموحات؟
طبعا هذه الرسوم والمبالغ لا تلبي طموحات الطلاب والإدارة والطموحات تطوير العملية التعليمية، وكما تعلمون أن العملية التعليمية أصبحت مكلفة جدا خاصة جامعة العلوم الصحية تستعين بهيئة التدريس من مؤسسات التعليم الأخرى، بمعنى لا توجد هيئة تدريس دائمة بها هياكل مرتبات في الجامعة.
كيف تقيمون الأوضاع المالية والإدارية للجامعة؟
نحن نقوم بالعملية التعليمية بدء من استحقاقات الأساتذه ومعينات التعليم والتدريس وتوفير أدوات العملية التعليمية وتوفير المدرسين كل هذه الأشياء من المفترض أن تقوم الجامعة بدفع تكاليفها المالية والإدارية، وكما ذكرت لكم الجامعة في مواردها تعتمد على رسوم تسجيل الطلاب.
من ناحية أخرى التقينا بالدكتور تاي الله علي تاي الله عميد الشؤون العلمية للحديث حول عموميات الأوضاع الخدمية والمجهودات التي بذلت من قبل الإدارة فيما يتعلق بعملية الإعمار وإصلاح ما دمرته الحرب بما فيها القاعات والمعامل التي لحق بها دمار شامل.

الدكتور علي تاي الله مدير الشؤون العملية بالجامعة مرحبا بكم في هذا الحوار ونود أن نقف على الدور الذي قامت به الجامعة حينما اندلعت الحرب اللعينة في مدينة ود مدني؟
مرحبا بكم الإخوة الإعلاميين من صحيفة المسار نيوز وقناة المسار الرقمية بدار جامعة العلوم الصحية بمدينة ود مدني، وأتمنى أن يكون هذا اللقاء والحوار بمثابة إعلان لكافة الجهات لإعادة الإعمار، ونحن رغم الدمار الذي تعرضت له الجامعة كما ذكرت الأخت الدكتورة سلوى إلا أنه حتى في النواحي التعليمية الدمار بالتأكيد لديه تأثير كبير جدا وهناك بعض الطلاب لم يتمكنوا من الوصول للجامعة وحتى القاعات الآن مدمرة تماما وهؤلاء الطلاب لم يتمكنوا من الحضور بسبب الحرب.
كيف وجدتم وضع الجامعة بعد التحرير؟
نحن في ولاية الجزيرة، كانت المليشيا تستخدم الفرع ورشة لصيانة العربات المسروقة والمنهوبة وعرباتهم الحربية، وتم بحمد الله تعالى دحرهم من قبل القوات المسلحة، ووجدنا كل مباني الجامعة متأثرة تأثيرا مباشرا.

وهل هناك بعض المعامل والقاعات لحق بها دمار؟
لدينا بعض المعامل والقاعات دمرت تماما ونهبت بعض ممتلكاتها وخرجت الجامعة عن الخدمة تماما بسبب احداث الحرب، أيضا تعرضت الجامعة للسرقة والدمار الممنهج وتمت كما ذكرت سرقة جميع أجهزة الجامعة من أصول وخلافها حتى المكيفات والحواسيب وماكينات التصوير والطباعة والأثاثات المكتبية أيضا تم تدمير كافة القاعات بطريقة بشعة وتأثرت كذلك كافة المباني، إضافة إلى النهب والسرقة التي تمت.
نواصل في العدد القادم،،،