
أزمة مستحقات مدرب منتخبنا الوطني، كواسي أبياه، وفشل الاتحاد السوداني لكرة القدم في صرف راتبه لعام كامل، تحولت إلى قضية شائكة تثير كثيرا من التساؤلات. غياب الشفافية وعدم إصدار الاتحاد أي بيان رسمي يوضح ملابسات الأمر يزيد من الغموض، وكان من المفترض أن يكون هناك توضيح رسمي للرأي العام.
تضاربت المعلومات حول مستحقات المدرب، حيث تشير بعض المصادر إلى أن الأزمة تتعلق بالوضع الاقتصادي بسبب الحرب الدائرة حاليا في البلاد، بينما تؤكد تقارير أخرى أن مستحقاته كانت تُحوَّل شهريا عبر الاتحاد السعودي، دون وضوح في مصيرها بعد ذلك. غياب التصريح الرسمي من الاتحاد السوداني يثير علامات استفهام، ويضعه في دائرة المساءلة حول طريقة إدارة الموارد المالية، خاصة أن مسؤولي الاتحاد – الرئيس، نائبه، والأمين العام – يتحكمون في الشؤون المالية دون توضيح كافٍ للميزانية أو أوجه الصرف. كما أن غياب الأمين العام عن المشهد وعدم تعليقه على القضية يعزز الشكوك حول طريقة التعامل مع هذه الأزمة. في ظل هذه الضبابية، يصبح من المشروع التساؤل: هل الاتحاد عاجز عن السداد أم أن هناك أسبابا أخرى لم تُعلن بعد؟
في العديد من الدول، تلتزم اتحادات كرة القدم بالشفافية في إدارة عقود المدربين، حيث يتم نشر تفاصيل الاتفاقات المالية عبر بيانات رسمية، ويتم توضيح أي تعثر في السداد. لكن في حالتنا، يغيب أي توضيح رسمي، مما يجعل التساؤلات مشروعة حول مدى التزام الاتحاد السوداني بالحوكمة الرشيدة في إدارة الأموال.
هذه الأزمة لا تقتصر على الجانب المالي فقط، بل تمتد إلى سمعة السودان في الأوساط الكروية العالمية. المدرب كواسي أبياه ليس مجرد مدرب عادي، بل شخصية رياضية معروفة، وأي تأخير في مستحقاته قد يضع الاتحاد السوداني في موقف محرج أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحاد الأفريقي (CAF)، مما قد يؤدي إلى عقوبات أو فرض رقابة مالية مشددة على الاتحاد. فهل يدرك المسؤولون خطورة الأمر؟
المثير للاستغراب أن الإعلام الرياضي لم يسلط الضوء بالشكل الكافي على هذه الأزمة، رغم خطورتها. هل هو تقصير من المؤسسات الإعلامية أم أن هناك ضغوطا تحاول إبقاء الملف طي الكتمان؟ دور الإعلام لا يقتصر على نقل الأخبار الرياضية فقط، بل يمتد إلى محاسبة المسؤولين ومطالبتهم بتوضيح الحقائق للجمهور. فهل نشهد تحركا جادا لكشف الحقيقة؟.
في ظل هذا الصمت، يبقى السؤال: كيف سيتم حل هذه الأزمة؟ هل سيتحرك الاتحاد لتوضيح موقفه، أم أن المدرب سيلجأ إلى الفيفا للمطالبة بحقوقه؟ وإذا حدث ذلك، فما هي العواقب المحتملة على مستقبل الكرة السودانية؟ إن غياب الحلول المؤسسية يعكس أزمة أعمق تتعلق بالإدارة والشفافية داخل الاتحاد.
هذه القضية لا تتعلق فقط بحقوق مدرب، بل تمس سمعة الكرة السودانية على المستوى الدولي، خاصة أن المنتخب كان مرشحا لجائزة أفضل منتخب أفريقي. لذلك، من الضروري أن يصدر الاتحاد توضيحا شفافا لتحديد موقفه وإنهاء الجدل القائم حول مستحقات أبياه.
إن شاء الله نواصل…