
اثبت مدرب منتخبنا الوطني، كواسي أبياه، أنه يتمتع بروح رياضية راقية، وحب واحترام كبيرين للسودان، من خلال تأكيده الأخير على العودة للإشراف على المنتخب. هذا الموقف يعكس أخلاقياته الرفيعة وسلوكه النبيل، إذ لم يُبدِ أي ضغينة تجاه اتحاد كرة القدم السوداني، رغم التجاوزات التي حدثت بحقه. بل جاء رده راقيا، حينما أكد استعداده لمواصلة العمل، وهو ما يفرض على الاتحاد أن يكون جاهزا لصرف كامل مستحقاته المالية دون تأخير أو نقصان فور وصوله إلى السعودية، تقديرا لالتزامه واحترامه للمنتخب.
ما لا يدركه كثيرون هو أن كواسي أبياه يُعد بطلا قوميا في بلاده، غانا، ويحظى بمكانة رفيعة بين أبناء شعبه، كما أنه شخصية مرموقة هناك. رغم العروض المغرية التي تلقاها برواتب ضخمة من دول مستقرة، إلا أنه اختار البقاء مع منتخبنا الوطني، متحملا التحديات، وهذا يعكس وفاءه والتزامه.
تصريحات كواسي أبياه كشفت بوضوح أن حديث رئيس الاتحاد، معتصم جعفر، حول أزمة مستحقات المدرب لم يكن موفقا، بل أظهر أنه بعيد تماما عن تفاصيل هذه الأزمة. كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان التصريح قد صدر عن شخص داخل الاتحاد دون علم رئيسه. كواسي أبياه، بسلوكه الاحترافي، التزم الصمت لمدة عام كامل دون أن يُفصح عن أي تفاصيل تخص المشكلة، كما نقول في السودان: “رجل أرباب”، أي رجل نبيل. والحمد لله، تجاوزنا أزمة المستحقات، ويبقى على الاتحاد الالتزام بواجباته لضمان بيئة عمل احترافية.
أما على صعيد اللاعبين، فقد أثبت لاعبي المريخ والمحترفون انضباطهم بحضورهم في الموعد المحدد لمعسكر المنتخب في مدينة الطائف بالسعودية. في المقابل، فإن تأخر لاعبي الهلال عن الانضمام للمعسكر أمر غير مبرر، خاصة أن منتخبنا مقبل على مباراتين حاسمتين أمام السنغال وجنوب السودان، والفوز بهما سيضع السودان على أعتاب التأهل إلى نهائيات كأس العالم. أمام منتخبنا فرصة تاريخية لصناعة المجد، وتحقيق حلم طال انتظاره، فهل يكون الجميع على قدر المسؤولية؟