
قد لا تبدو هناك علاقة واضحة و مباشرة بين البطاطس والآبري مثل تلك التي تجمعه (اي الآبري) بالعصيدة لتخلق تصور ذهني معين عند القارئ لذا ربما يبدو عنوان المقال (سيريالياً) كما يقول أهل (التشكيل) التشكيليين فدعونا نعتبره تشكيل (حتة من هنا و التانية من هناك)… رغم انه في الواقع يمكن للانسان ان يجد الآف الاشياء والعلاقات التي تجمع بين الاشياء والاحياء وكما يقولون للحاذق في اداء المهام التي تبدو عصية انه يصنع من (الفسيخ شربات) كما يقول المثل الشعبي و رغم المسافة الواسعة التي تفصل الفسيخ عن الشربات.. إلا ان ذلك يرتبط (بالشطارة) ومهارة الصانع كما يقول المثل ….
تقريباً المسافة بين الفسيخ والشربات هي ذات المسافة بين (الابري) و البطاطس مع بعض المطبات في الاولي
اما الاخيرة (اي البطاطس) في حياتنا نحن اهل السودان ما هي الا (مُلاح) اي طبيخ غالباً يرتبط بوجبة الغداء يحبه بعضنا ويمقته اخرون ..و(الآبري) مشروب يرتبط في حياة اهل السودان بشهر رمضان الكريم والصيام و يقولون عنه (بيقطع العطش) في نهارات رمضان الغائظة ..
اذن (الابري) يرتبط برمضان بينما البطاطس (ملاح غداء) في ايام الفِطر ويختفي تماماً عن حياة الناس في شهر رمضان ولياليه..(لو في زول سمع بملاح بطاطس في رمضان يقول عوووك)
بالمناسبة لماذا تختفي وجباتنا العادية وطبائخها في رمضان؟؟ يعني لماذا لا يوجد (ملاح قرع) رمضاني او(كوسة) او غيرها من (التبايخ) و العمل البائخ نترك الاجابة علي السؤال لربة المنزل السودانية ربما نجد عندها الاجابة او غالباً انها شبت علي التقليد و لم يتركوا لها مجال للابداع او (الخرمجة) كما يقولون…
وانت عزيزنا (سيد البيت) ماهو رد فعلك اذا جاءك طعام الافطار (عجنة كسرة بملاح قرع عليها سلطة)…
وما هو قول (ناس برش الفطور) في شارع بيتكم؟؟
دا طبعاً اذا عاد الشارع و(فطوره بعد الصيام ).. وحقيقة لا ادري..؟؟ هل غيرتنا الحرب ام (نحن يانا نحن)
اظن ان عجنة الكسرة بالقرع في فطور رمضان مثلاً (تغيير) يصعب انجازه و ساشرح لكم السبب…لكن دعنا نقارن ذات( التغيير) عندما يكون الافطار من شرائح البيتزا اللذيذة مع البيبسي المثلج ؟؟ لا شك عندي ان (ناس البرش) سوف ينقضوا علي البيتزا… لماذا؟؟؟ هل لان التغيير (اجنبي)؟؟؟
لا ادري ..ولكن (الكسرة بملاح القرع ) او (البيتزا) كلاهما( تغيير )لكن احدهما مقبول والاخر مرفوض لقطاع (البرش العريض)…
المهم( دا ما موضوعنا) و نرجع ،(للبطاطس والابري) ربما يقفز لذهن القارئ المتابع لمقالاتي السابقة عن (الابري) ان الكاتب ربما يقودنا الي فكرة جديدة في صناعة الآبري المادة الخام فيه تكون البطاطس…ولا اظن ان ذلك مستحيلاً او غير ممكن لكننا شعب لا نحب التجريب ولا ندرك معني التجربة والخطأ و اهميتها في التطور والاكتشاف بتعديل الخطط بناءً علي النتائج ورغم اننا خضنا امر التجريب في الحكم دون سواه لكننا لم نستفد اطلاقاًمن الاخطاء..
لا ادري لماذا نستبعد امكانية وجود علاقة بين البطاطس والابري طالما ان حياتنا بها علاقات الحكومات (العسكرية الديموقراطية) يعني حكومة تأتي علي ظهر دبابة ثم تقنعنا ببرلمانها المعين!! …… الغريبة اننا (قاعدين نقتنع) والان يبدو ان البعض قد اقتنع بديموقراطية (الدعم السريع)و بعض اخر لم يعر الامر اهتماماً بعد سنتين من حرب قضت علي البلاد تماماً
عموماً و بعيداً عن (الحرب ودعمها وسرعته ) للوصول لمعرفة العلاقات بين الاشياء يجب ان نبدأ من الاصل وفي هذه الحالة ستجد كم هائل من العلاقات بين الاشياء ربما غير متوقع البتة و المقال لا يسمح لنا بالخوض في فلسفة ما لا يمكن تخيله وهو محدود مثل (الما لا نهائية) و( العدم) و(الجمع بين النقيضين) أما ما سواها بالامكان تخيله ..
والخيال هو اساس كل مستجدات الحياة وعلومها الموجودة واقعاً الان …
في عنواننا اعلاه علي سبيل المثال اذا عملنا علي انتاج شرائح (الابري) بطريقة معينة فربما تنافس شرائح البطاطس المعروفة (بالشيبس) وحقيقته ربما لا تكون شرائح البطاطس …. هذا ليس موضوعي ايضاً
و ما دعاني للكتابة عن وجود علاقة إرتباط بين أمري (البطاطس والآبري ) والذي سوف نسترسل فيه هو ان مبدعي الشعوب في كل المجالات يوثقون لفترات حياتهم بين مجتمعاتهم وتأملات لوحة الفنان العالمي الهولندي فان جوخ بعنوان (اكلو البطاطا) دعتني للكتابة عن انتاج المبدعين من شعبنا في كل المجالات و هل فعلاً تم التدوين والرصد الدقيق لحياتنا البسيطةو حركة المجتمع عبر الفنون بالشكل الكافي ..
ونعود لكم بكثير من الاسئلة في المقالات القادمة تحت ذات العنوان