
آثارت المقالات الثلاثة السابقة تحت نفس العنوان جدلاً واسعاً في بعض القروبات حول موضوع (الانا) والآخر..
والبعض أثار نقاطا فلسفية و شرعية مهمة وما زال تداول الأمر مستمراً…
و لقد ذكرني ذلك الجدل بالفيلم الهندي الرائع (Mother India) الذي تُرجم اسمه للعربي بــ (من أجل أبنائي) فقد كان حديثنا في المقالات السابقة عن أانية تلك (الأم) في الأغنية وربما لم اكن دقيقاً في تسمية الأمر (بالأنانية) لكن كلمات الأغنية تحمل كثير من الخلل التربوي في التعامل مع الأبناء مما يخلق شخصيات مشوهة وليس لديها الثقة الكافية بنفسها مما يخلق جيلا مضطربا يفقد الكثير مما جعل كثير من الجُمل التي يرددها الآباء على الأبناء في حالات التوبيخ والارشاد في مجتمعنا تقفز لذهني مثل:-
(نحن البنعمل فيهو ده كلو عشان منو)!!!!؟؟؟
(غربتنا وشقانا ما كلو عشانكم انتو)!!!!؟؟؟
(نحن ما دايرين ليكم السمح يا أولادي)!!!!؟؟؟ (أمهات)
هذه الجمل كثيراً ما نسمعها من الآباء والأمهات
وكثيراً ما نقولها للأبناء، ولكن هل ما نقوله او نسمعه صحيحاً؟
وهل فعلاً أن الإنسان يعمل ليحصد غيره وأن كانوا الأولاد؟ أم أنه يعمل لاشباع الرغبة الذاتية وأن كانت المحصلة النهائية لغيره؟، وهل العمل من أجل الآخرين هو الدافع أم هو النتيجة؟.
وما هو الدافع حتي في مجال العمل الخيري العام؟، هل يمكن تصنيف العمل من أجل الأسرة أن صح التعبير عملاً عاماً وخيرياً على خصوصيته؟.
أم الدافع للعمل والإنتاج هو اشباع رغبة ذاتية؟.
و رايت أن أضع هذه الأسئلة للتفكر فيها والخروج بإجابات وجعلها محاورا لمقالات قادمة.
وطالما أن حديثنا عن (الأم) و مدى معقولية رجاءاتها في تلك الأغنية فتطرأ على الذهن أسئلة موضوعية مثل هل الأم كائن مقدس وغير قابل للنقد؟.
هل لا توجد (أم) سيئة؟؟ والإجابة علي السؤال الأخير رغم أنها سهلة و واقعية لأنه توجد كثير من (الأمهات السيئات) لكن تجد أن قول (أم سيئة) به قسوة وعدم قبول لأن (الأمومة) في معانيها السامية لا ترتبط بالسوء إذا أمنّا على أن (الأم غير الوالدة) ولا ترادفها بل أن مفردة (أُم) تحمل معانٍٍ أشمل وماعون المفردة أوسع من ماعون مفردة (والدة) و ربما يرتبط السوء (بالوالدة) أكثر من (الأم) لأن (ليس كل والدة يمكن أن تكون أُما).
عزيزي القارئ الكريم أظن أن هذا الموضوع عميق جداً ويحتاج لصبر وتأمل كبير.
في ختام هذا المقال دعنا نحاول الإجابة على سؤال من الأسئلة التي وردت أعلاه وهو:-
(نحن البنعمل فيهو ده كلو عشان منو)!!!!؟؟؟
هل هو حقاً من أجل أبنائي وبصورة أوسع من أجل جيل قادم؟.
بداية دعنا نُأمن على أن الحياة تقوم وتكتسب روعتها وجمالها من التضاد والاختلاف و تبادل المنافع.
ونلتقي لنكمل الإجابة شتات الفكرة في المقالات القادمة.



