
اهتمام متزايد ولافت للمملكة العربية السعودية بملف السودان لا سيما بعد إندلاع الحرب وهذا الاهتمام لم ينبع من فراغ وذلك لخصوصية وأهمية العلاقه ما بين الطرفين.
زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للملكة العربية السعودية عقب الإنتصارات الساحقة للجيش السوداني تحمل العديد من الرسائل في بريد الكثيرين محليا واقليميا ودوليا.
الزيارة في هذا التوقيت تحديدا تؤكد على مكانة السعودية وأهميتها في لعب أدوار ا مفصلية إضافية في طي العديد من الملفات الشائكة.
المملكة العربية السعودية كانت وستظل أياديها بيضاء على السودان ساهمت في تقديم المساعدات الإنسانية وتوزيع الإغاثة إلى جانب توفير الدواء والكوادر الطبية المؤهلة والمدربة في إجراء العمليات الجراحية.
باالأمس هبطت طائرة الوفد السعودي في مطار بورتسودان بغرض المساعدة والمساهمة في إعادة الإعمار حيث تكفلت الرياض بإعادة وصيانة وتشغيل مطار الخرطوم ونتوقع منها المزيد والمزيد وهي القادرة على ذلك وأكثر.
ملف السودان على قمة الأولويات والاهتنامات من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يتابعه متابعة شخصية ويعلم أدق تفاصيله.
من أهم مخرجات زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني للسعودية تكوين مجلس تنسيق مشترك ما بين الخرطوم والرياض وقطعا هذا المجلس يكتسب أهمية قصوى وبالذات في هذا التوقيت الحساس.
هنالك متغيرات اقليمية ودولية (منظورة وغير منظورة) دفعت الجانبين للاقدام على هذه الخطوة على وجه السرعة وهذا ما ستكشفه مقبل الأيام.
أول زيارة خارجية لرئيس مجلس السيادة السوداني عقب تحرير (الخرطوم) للسعودية تحتاج إلى وقفة تأملية والنظر إليها من كل الجوانب حتى تكتمل الصورة.
السودان والسعودية يمتلكان حدودا بحرية مشتركة على ساحل البحر الأحمر الذي تمر عبره ربع التجارة العالمية وذلك يتطلب تنسيقا أمنيا مشتركا في أعلى مستوياته.
السعودية دولة قوية ومؤثرة ولديها صوتا مسموعا وتحظى باحترام وتقدير جميع المنظمات الاقليمية والدولية وزيارة نائب وزير الخارجية السعودي إلى بعض الدول الأفريقية خلال الأيام الماضية وكان فيها ملف السودان حاضرا بقوة وقطعا كان لها مردودا إيجابيا (ماكل ما يعرف يقال).
نتوقع خلال الفترة القادمة أن يكون للسعودية إختراقات غير متوقعة في ملف السودان وستكون هنالك مفاجآت من (العيار الثقيل) سنشاهدها لأول مرة.
سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان السفير علي بن حسن بن جعفر يبذل جهودا خرافية في إطار توطيد العلاقات بين الخرطوم والرياض ليدفع بها إلى آفاق أوسع وهذا ما تؤكده الشواهد على أرض الواقع.
مجلس التنسيق المشترك ما بين الرياض والخرطوم خطوة في الاتجاه الصحيح وأحوج ما يكون له الطرفين في شتى المجالات ونتوقع أن تنعكس بشرياته في القريب العاجل على أرض الواقع.
من فوائد الحرب في السودان كشف معادن الأقوياء وصلابتهم في وقت الضيق والحاجة وضربت المملكة العربية السعودية أفضل الأمثلة وكانت بيانا بالعمل فعلا لا قولا وعدت فأوفت وأعطت دون (من ولا أذى) وقطعا سيسجل لها التاريخ جميل صنيعها (بمداد من نور) ولم ولن ينسى لها الشعب السوداني هذا الموقف الإنساني النبيل.