
في عالم تتحكم فيه خمس دول فقط بمصير الأمم عبر مجلس الأمن الدولي، يصبح غياب دولة إسلامية تمتلك حق النقض (الفيتو) ليس مجرد نقص، بل اختلالًا جوهريًا في ميزان العدالة الدولي، تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن “وجود دولة إسلامية تمتلك الفيتو أصبح ضرورة وليس حاجة” يعكس إدراكًا متزايدًا لحقيقة واضحة: أكثر من 1.9 مليار مسلم لا يملكون صوتًا حاسمًا في القرارات المصيرية التي ترسم مستقبل العالم.
الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط، فلسطين، كشمير، السودان، اليمن الخ… والعديد من القضايا الإسلامية، غالبًا ما تُترك لمصيرها دون حماية دولية حقيقية، بينما تتحرك قوى الفيتو التقليدية وفق مصالحها الخاصة، إن غياب تمثيل إسلامي في النادي الحصري للفيتو لا يعني فقط تهميش المسلمين، بل يعزز هيمنة غير متوازنة على قرارات الحرب والسلم.
إن المطالبة بإصلاح هيكلية مجلس الأمن الدولي، ليشمل قوة إسلامية ذات فيتو، ليست ترفًا سياسيًا، بل خطوة ملحّة لضمان عدالة دولية حقيقية. فإلى متى يظل العالم الإسلامي متفرجًا في لعبة تحدد مصيره دون أن يكون له فيها صوت؟.