الرأي والتحليل

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: زراعة نهر النيل وشركة زادنا.. المياه تكذب الغطاس

أرض الميعاد
شركة زادنا العالمية للاستثمار ، فلنعى ونعلم وبإعمال العقل، بأنها واحدة من أسباب احتدام الصراع على السودان، والتربص به حتى لا ينهض بديلا لحضارات قائمة وسائدة، تتسقط قواها الشريرة وتتبع حركة إنسانه خشية استغلال موارده الطبيعية وتفجير طاقاته البشرية والاستفادة من مزاياه، فلذا عمليات خمده لا وإلهائه لا تتوقف، ومنتهى استهدافه تسليط بنيه على بعضهم بعضا بلا هدف ولا طائل، يحدث صديقي وزميلي لخمسة عقود عبدالعظيم صالح مجالسه، عن واقعة تاريخية هو من شهود عيانها ، مسرحها داخل ردهات جمعية الديمقراطية التأسيسية الثانية التي قمت صحفيا محررا برلمانيا بتغطية أنشطتها في منتصف سني ثمانين القرن الماضي لصحيفة الاسبوع اليومية السياسية الشاملة المستقلة، حتى سقوطها بانقلاب الثلاثين من يونيو تسعة وثمانين وتسعمائة وألف من القرن الماضي، وعبدالعظيم ضمن فرق التحرير المنتقلة لشرفات وساحات الجمعية لتغطية الأحداث الكبيرة التي تستعصي على واحد، وفي معيته شريكة قصته زميلتنا العزيزة عواطف محجوب، يا ترى أين هى في الزحام الآن وشقيقتها عفاف؟ ووقتها حال الديمقراطية لا يسر عدوا ولا حبيبا لخطل الممارسات الحزبية، ورحم الله الشريف زين العابدين الهندي عضو الجمعية المستوزر و قائل العبارة الشهيرة أن ديمقراطيتنا لو شالها كلب لما قال له أحد جر ، ولعله يوم زيارة عبدالعظيم وعواطف متقلد وزارة الخارجية، وفي إستراحة عن الجلسة، دخل إلى مكتب ليمدد قدميه، ولحق به الثنائي للحصول على إفادات خاصة، ولما هما بتوجيه الأسئلة للشريف باغتهما بلا مناسبة بسؤال عن ماهية أرض الميعاد، فمن رد بعض فلسطين أو جزء من الأرض المحتلة إسرائيل، حتى قطع الشريف قول كل خطيب، جازما أن أرض الميعاد السودان بلد ملتقى النيلين ومثلث الأنهر والموارد والثروات، وأوبريت الشريف الشهير الموثق لجغرافيا ومعالم السودان يرسم فيه صورة لأرض الميعاد، وكم صادم استرسال الشريف عن عدم وعي السودانيين بما لديهم من خيرات في أرض الميعاد مفرطين فيها بالخلافات وحرق بعضهم بعضا، حتى يأتيهم من حيث لا يحتسبون أقوام يرثونها بخيراتها ، هذا قول الشريف وقبله أو بعده أطلق العنان لنفسه مدوبيتا من شعره وتأليف غيره.
طه والعراب
وعود على بدء و مفتتح المقال شركة زادنا العالمية للاستثمار ، هدف إنشائها الرئيس إحداث ثورة اقتصادية غير مسبوقة، و ربط مواقع الأنتاج بمناطق الاستهلاك داخل وخارج البلاد، وشق الترع وقنوات ري البراري الفسيحة، وشق النهر الأخضر قبالة بربر ، أحمد الشايقي عراب التجربة والشركة حقق ربطا مقدرا من النجاح، ووضع خارطة طريق يعمل على هداها دكتور زادنا الحالي طه حسين معززا إيجابيات العراب التي لا تحصى ولا تعد، ومتلافيا أوجه قصورها مستعينا في ذلك بالشايقي عينا ومستشارا ، والفرق كبير والبون شاسع بين بيئتي عمل الإثنين ، وحظ الشايقي أعظم بوجود حكومة بتنظيمها السياسي في حقبته داعمة ، وأعثر قدر الدكتور طه منذ تسنم قيادة هذه الشركة والبلاد في ظروف معقدة وانتقالية مهلهلة مجهولة الوجهة، وثالثة أثافيها إندلاع حرب شاذة، وقبل ولدي وأثناء إندلاعها المستمر بأوجه متعددة، يبلى دكتور طه حسين وطاقمه متعاملا مع كل مرحلة بمتطلباتها مجتهدا في تفادي آثار المرحلة القبلية والآنية والبعدية ، إستراتيجية إمتصاص إضطرابات الإنتقال مختلفة عن المتزامنة مع وقوع الحرب، تقوم شركة زادنا منذ عام 2007 بادارة وتشغيل عدد (11 ) مشروعا زراعيا حكوميا بولايتي نهر النيل والشمالية تساوي مساحتها 52 %من اجمالي المشاريع الحكومية. يبلغ اسهام منتجاتها السنوية في الناتج المحلي اكثر من مليار دولار . و رغم الظروف التي تمر بها البلاد ظلت شركة زادنا تصرف على المشاريع باستمرار لتغطية مصاريف التشغيل لان رسوم المياه لا تف 20% من احتياجات التشغيل ويصعب تحصيلها من المزارعين، ناهيك عن إحلال وتجديد وتحديث الاصول التي تتطلب عملة صعبة (استيراد من الخارج)
علما بأن كل الاصول الاساسية بالمشاريع هي ملك حكومة الولاية وليست شركة زادنا.
و ما يحدث الان وفقا لمرافعة فريق الميدان بالتفاصيل والأرقام والإحصائيات المثبته من اعمال كبيرة ، صيانه فب مشروع قندتو يتطلب إيقاف المياة لمدة أسبوع على الاقل لتكتمل اعمال الصيانة بالصورة الصحيحة مع تفادٍ بقدر الإمكان للتأثير على المزروع لتقليل أي ضرر محتمل للصيانة الحتمية ، علما في الحالة مثيرة ردود الفعل السالبة والمشوشرة ، ودون تروٍ مع استغلال (ما) لنسبة التأثير التي لا تذكر على بعض المزروع، مقابل أهمية كلية الصيانة، فقط المياه متوقفة عن امتداد ما بعد البوسترات وسوف يتم استئناف التشغيل خلال هذا الاسبوع.
سقوط الجزيرة
ودكتور طه حسين في مهمة عملية خارجية عند وقوع الحرب ، بقدرة قادر أجلى أسرته الوحيدة بعون أصدقاء عن أخطر مواضع النزاع ، واستغل فترة وجوده القصير القسري خارج البلاد لدعم المجهود الحربي وتوفير شحنات الحياة ، والتفكير في المحافظة على كبرى شركات الإنتاج والتطوير ( زادنا) والدليل الماثل التأهيل العملي لمقر الإدارة بخليوة ولاية نهر النيل الداعم لأعمال زادنا بقوة ، ولم يتردد د. طه حسين في العودة للبلاد حال مواتات اللحظة، لأداء واجبه وبيده لو أراد أن يريح نفسه ويرتاح بالبقاء في الخارج، ولكن هيهات، عاد بينما قوافل الأجلاء للرعايا الأجانب وحركة لجوء المواطنيين الواسعة تغادر البلاد عبر المينائين الجوي والبحري ببورتسودان والمعابر البرية الحدودية هذا غير تدفقات أرتال النازحين ، مواقف كنت من الشاهدين عليها منذ إندلاع الحرب وحتى وضعها لأوزارها الحالية ، باستعادة الجيش السيطرة على ولايتي الخرطوم والجزيرة وعاصمة سنار و مدن ومناطق بغرب البلاد كردفانية ودارفورية ، وتخندق الدعم بنيالا وتخوم كردفانية ودارفورية ومحاصرة الفاشر وتعرضها للإدماء يوميا والعالم يتفرج على أزمة إنسانية تفضح الزيف ، هذا تاريخ وشهادة مستحقة أدلو بها عن معاينة ومشاهدة ميدانية لمجهودات إدارة دكتور طه وبعض شركائه لامتصاص خسائر الشركة الحكومية الأكبر جراء حرب الاستهداف لأرض الميعاد ، وبالضرورة من يعمل يصيب ويخطيء والتصويب البناء منشود ، وكنت في معية وفدا فنيا مصاحب دكتور طه حسين متوجه من مقر الشركة بخليوة حليوة نهر النيل ، لولاية الجزيرة في زيارة ميدانية تفقدية قبل سقوط الولاية الخضراء بساعات ، هذا تاريخ حقيق بالتوثيق ، ومن عجب والشركة تعمل في ظل هذه الظروف المشار إليها خطفا لا تفصيلا ، لم تنج من استهداف ممنهج ومدمر لتثبيط هم إداراتها والعاملين عليها ، إذ بمناسبة ودونها عجلات نقد من أجل النقد لاتكف عن الدوران عمال على بطال ، والإستنكاف لإستمرار النقد وليس رفضه وإدارة الشركة غير الظروف التي تعمل فيها وتبرر القصور ، قوامها بشر من لحم ودم واحساس يتأذون وهم المنتظرون لمن يقول فب حقهم حسنا وشكرا ونقدا مع اللطف.
الجس والذبح
ولا أعجب لنقد ملحوظ استمراره وحتى توقفه وتقطعه بانتظام ، موحي باستهداف إدارة دكتور طه حسين وهز عرشها ، ولا يبدو في مجمله من أجل التقويم وتسليط الضوء على السياسات النظرية والأعمال التطبيقية وذلك لغياب الإعلام المهني المختص القادر على إستيعاب عالم تضريبات وتعقيدات معادلات الشركات الكبيرة كزادنا ، والنقد مطلوب ومهم وضروري ومرحب به من قبل زادنا ، وما لم نرصده من قبل ، نقدا اسفيريا لفشل موسم زراعي شتوي لم يبدأ بعد بمشاريع نهر النيل وفقا لبيان وشهادة الوزارة ، ويستلزم التحضير أعمال صيانة فنية ضرورية معلنة للمزارع تستوجب إيقاف ضخ المياه لوقت مع احتساب لآثار جانبية وتقليل خسائر محدودة مقارنة بترك الصيانة نهائيا أو إجرائها جزئيا ، ولو يطيق النقاد صبرا ، زادنا تملك الخيال والقدرة على جبر الأضرار الكلية دعك من الجزئية.
وزارة الزراعة نهر النيل لم تقف
متفرجة وقد مسها و وإدارة شريكها الكبير شركة زادنا ، ضر نقد لم يسع أصحابه للاستماع لوجهات نظر المعنيين الذين حال رفضهم يبررون سلقهم بألسنة حداد ، ولو سعى النقاد لإصطحاب وجهة نظر الوزارة وإدارة زادنا ، لقدموا عملا مهنيا مفيدا بإيراد أفاداتهم وشهاداتهم مقرونة مع ردود وتوضيح الوزارة وشركة زادنا وبعد الماء يكذب الغطاس ، الوزارة دون أن يرتد لها طرف بعد النقد لموسم فى طور التحضير ، تُعلن إستعدادها للموسم الزراعي الشتوي 2025-2026م ، وتصف وزادنا بالشريك الإستراتيجي في تحقيق الأمن الغذائي ، وتؤكد أن الموسم الزراعي بمشروع (قندتو) لم يبدأ بعد حتى يُقال إنه فشل و القمح والبطاطس لم تُزرعا بعد والحديث عن الفشل لا يستند إلى واقع فنى ولايعتمد على دراسة وغير مستوعب لوجهة النظر بصورة الشمولية تثبت أن المشاريع المعنية يجرى فيها العمل وفق خطة فنية صيانتها الضرورية لا تعنى وقف الإنتاج.
التفادي والتغاضي
ودون أن تقول الوزارة حرفيا ، فإن الأمر ,مما يبدو ينزع لإحداث شوشرة مؤذية بالإمكان تفاديها بالاستماع لكافة الشركاء لا بالتغاضي ، وتؤكد الوزارة في بيانها المشف عن تحمل المسؤولية ، اكتمال استعداداتها لانطلاق الموسم الشتوي 2025-2026م، تحت شعار “يد تنتج وأخرى تحمل السلاح”، بمشاركة فعالة من الشركات الوطنية وعلى رأسها شركة زادنا العالمية للاستثمار ، وأن الاستعدادات للموسم بدأت منذ أغسطس الماضي، وشملت توفير (8) آلاف طن من تقاوى القمح المعتمدة، تمهيداً لزراعة (100) ألف فدان ضمن الخطة العامة التي تستهدف مليون فدان. كما تم توزيع (27) آلية زراعية على مشاريع الولاية بتمويل من شركة زادنا، بينما تتولى وزارة الزراعة توفير الوقود اللازم لتشغيلها.
وأشار البيان إلى أن الولاية اعتمدت محفظة خاصة لإدخال الطاقة الشمسية في (33) مشروعاً زراعياً، بالتنسيق مع شركة زادنا وبنك السودان، حيث بدأت عمليات التركيب فعلياً في عدد من المشاريع، في خطوة تُعد نقلة نوعية نحو الزراعة النظيفة والمستدامة ، وأشاد بيان الوزارة بدور شركة زادنا العالمية بوصفها أحد الأعمدة الرئيسية للقطاع الزراعي في الولاية، مؤكداً أنها تدير وتشغل عدداً من المشاريع الزراعية الكبرى منذ سنوات بكفاءة عالية، وتواصل جهودها في تأهيل البنى التحتية عبر أعمال الصيانة المدنية والكهروميكانيكية، واستجلاب (22) وحدة ري وأخرى (27) آلية لتطهير القنوات، فضلاً عن التعاقد على كرينات علوية للمشاريع الزراعية، تم تركيب ثلاثة منها في قندتو، الأمن الغذائي بالدامر، والكمير طيبة.
وأكدت الوزارة وجود تنسيق كامل ومتابعة مباشرة لأنشطة شركة زادنا، مشيرةً إلى أن ما ورد من انتقادات في بعض الوسائط حول مشروع قندتو لا يستند إلى حقائق ميدانية، إذ أن المشروع يشهد أعمال صيانة مؤقتة لا تتجاوز عشرة أيام في المناول الأول، وهي معلنة مسبقاً للمزارعين، كما أوضح البيان أن زراعة القمح والبطاطس لم تبدأ بعد، حيث موعدها في نوفمبر المقبل، مما ينفي تماماً ما أُثير حول تلف أو مرض المحاصيل.
وبيّن البيان أن البيارة الرئيسية لمشروع قندتو تنتج (5 م³/ث) تكفي لري (5) آلاف فدان، والمستهدف (4) آلاف فدان، إضافة إلى تطهير (34) كيلومتراً من شبكة الري ضمن خطة لربط المشروع بالمشاريع المجاورة، مما يعزز كفاءته التشغيلية.
ولفتت وزارة الزراعة إلى أن ولاية نهر النيل ظلت خلال سنوات الحرب الثلاث في طليعة الولايات الداعمة للوطن، حيث استضافت أعداداً كبيرة من النازحين من الولايات المتأثرة بالحرب، ووفرت لهم الأراضي الزراعية للإنتاج، كما ساهمت بقوافل إسناد غذائي كان معظمها من إنتاج مشاريع الولاية وشركة زادنا. وختم البيان بالتأكيد على أن شركة زادنا تمثل نموذجاً وطنياً رائداً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بفضل إدارتها الحكيمة وجهودها المخلصة، مما جعلها شريكاً استراتيجياً في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة بولاية نهر النيل.
وأكدت وزارة الزراعة والري والغابات التزامها التام بإنجاح الموسم الشتوي، وتوفير كل المقومات المطلوبة لتحقيق الأهداف المرجوة، داعيةً الله أن يكلل جهود الجميع بالتوفيق والبركة.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى