الرأي والتحليل

الزبير نايل يكتب: وداعا … (أسير غزال فوق القويز)

خفت الصوت الذي يشبه الوطن حين يغني..لم يكن مجرد اسم لامع في سجل الفن بل أحد الأعمدة التي حملت الأغنية السودانية على أكتافها لأكثر من أربعة عقود.
الفنان الدكتور عبد القادر سالم ..ظل حاضرا في كل الساحات.. غنى للناس كما غنى للأرض.. منح الفن معنى الرسالة وجعل من صوته مرآة للسودان في أفراحه وقلقه وأحلامه.
جسّد الأغنية الكردفانية حتى غدت كردفان بجهده تنطق لحنا، فصدح معه الجميع بمحبة صادقة (مكتول هواك أنا يا كردفان) ومزج تراثها الموسيقي العميق بالمقامات السودانية فأصبح رمزا للهوية الثقافية لغرب السودان.
كان صاحب حضور محبب داخل البلاد وخارجها .. حيثما ارتحل صوته حمل معه رائحة الرمال وندى الدعاش وخضرة الخريف.
لم يكن فنانا وحسب بل باحثا في موسيقى التراث.. قدّم المحاضرات واشتغل على الذاكرة الغنائية بعقل العارف ووجدان العاشق فأسهم في صون التراث وتقديمه للأجيال بوعي وجمال.
على منصات المهرجانات الدولية، حمل الأغنية السودانية بنكهتها الخاصة، فأكسبها مكانة عالمية وعرّف بها الآخر كفن حيّ نابض بالإنسانية.
في موسم المطر يأتيك صوته بكل النداوة ورائحة الرمل:
إنت عابر سِكّة فايت
ولا جيت قاصد تزورنا
ألف مرحب بيك حبيبنا
يا الدوام في الظلمة نورنا
وعندما يترنم ب(حليوه يا بسامه الفايح النساما .. الريدة في قلوبنا، الله علاما) تتفتح الروح على نسيم الفرح، بينما يحلق عاليا في (ليمون بارا) موظفا ملكاته اللحنية وحنجرته ليصنع أغنية تربعت في سفر الإبداع السوداني.
ستظل أغنياته خالدة في الذاكرة وسيبقى صوته ظلا مشبعا بالحنين، ما دام في الناس شغف بالجمال وفي الروح متسع للغناء..
بلبل الغرب.. اللهم أرحمه وأغفر له.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى