قيادات ديوان الأوقاف الإسلامية بولاية الجزيرة في حوار شامل مع قناة المسار وصحيفة المسار نيوز “الجزء الثاني “

الأوقاف في ولاية الجزيرة عادت لها عافيتها وظلت في حراك واسع من أجل خدمة المجتمع وتنمية الموارد الوقفية
الأستاذ/ تاج الدين صالح مدير أوقاف محلية ود مدني الكبرى: نحن على تواصل مع كافة مؤسسات المجتمع والأوقاف لعبت دورا مقدرا في الولاية
هناك العديد من المراكز الصحية والمؤسسات الخدمية التي تم وقفها لخدمة التعليم والصحة وبعض القضايا الاجتماعية الأخرى
في مدينة ود مدني الديوان يتصدى للعديد من القضايا ولديه تدخلات واسعة وتاج الدين يقول: نناشد أهل الخير بالوقف

حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين ـ عباس الشيخ

مقدمة الجزء الثاني:ـ
نواصل في الجزء الثاني من حوارنا مع قيادات ديوان الأوقاف الإسلامية بولاية الجزيرة السيدين/ موسى الأمين حجر المدير العام للديوان وتاج الدين محمد صالح مدير التنمية العقارية مدير ديوان الأوقاف بمحلية ود مدني، والذين التقينا بهم عبر حلقة خاصة من برنامج “ضيوف وقطوف” بقناة المسار والذي يعده ويقدمه هشام أحمد المصطفى “أبو هيام”، وفي الحلقة الأولى تناولنا أهمية الديوان ودوره في دفع مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بولاية الجزيرة.
أيضا وقفنا على حجم الدمار الشامل الذي أصاب مؤسسة الديوان أثر الاعتداء الغاشم من قبل مليشيا آل دقلوا الذين اعتدوا على ولاية الجزيرة ونهبوا ودنسوا كل ممتلكاتها، الدمار الذي تأثر به الديوان والمؤسسات الوقفية كان كبيرا، المليشيا قامت بنهب ما بداخلها، لكن بفضل الله تعالى والجهود الكبيرة التي بذلتها القوات المسلحة والمستنفرين والأجهزة الأمنية والقوات المساندة التي قامت بدحر المليشيا من أرض الجزيرة وعادت مؤسسة الأوقاف لوضعها وطبيعتها ولم يكن هناك ما يصلح للعمل، و عمدت الإدارة بقيادة الأستاذ/ حجر والأستاذ تاج الدين في وضع خطة اسعافية لتعمير الديوان وتم ذلك من خلال الجهود التي بذلت.
و الديوان من المؤسسات الاجتماعية والخدمية يواصل في أداء دوره ومهامه بعد أن حدثت فيه عملية الإعمار الجزئية وتم حصر جميع الممتلكات والأصول التي سرقت ونهبت واعتدى عليها آل دقلوا كما ذكرنا.

وبفضل الله تعالى الديوان اليوم يواصل في أداء مهامه ومسيرته الإدارية والفنية في إدارة حركة الوقف.
وهنا لا بد من الاشارة إلى العديد من الانجازات والبرامج التي تمت خلال مرحلة العودة والإعمار.
في هذه الحلقة الثانية نواصل ما انقطع من حديث شامل دار مع السيد/ موسى حجر المدير العام تطرقنا في حوارنا معه إلى العديد من القضايا والمحاور فأجاب عليها بكل صدق وشفافية.
أيضا السيد/ تاج الدين تحدث معنا حديث العالم ببواطن الأمور الوقفية باعتبار أن المحلية تعد حاضرة الولاية وكثير من المواطنين يأتوا إليها من المحليات والقرى، فكان لإدارة الأوقاف تدخلات وانجازات مشرفة في تقديم جميع الخدمات الاجتماعية بجانب دعم الأوقاف للطلاب والأيتام وبعض شرائح المجتمع.. فالى مضابط الحوار:ـ

دعنا السيد/ موسى حجر أن نواصل ما انقطع من حديث دار معكم في الحلقة الأولى حول مدى تأثر ديوان الأوقاف بما جرى من اعتداء كيف تنظرون لحجم الدمار الذي حدث؟
مرحبا بكم الإخوة في قناة المسار وصحيفة المسار نيوز، وأنا سعيد جدا بمواصلة هذه السلسلة الحوارية التي من خلالها نعمل على نشر ثقافة العمل الوقفي في وسط المجتمعات، وهذه في الحقيقة تعد بادرة فريدة من الإخوة في قناة المسار وصحيفة المسار نيوز وأنا شاكر ومقدر لكم هذا الجهد الإعلامي الكبير، وأسأل الله العلي القدير أن يجعله في ميزان الحسنات.

أما بالنسبة لديوان الأوقاف وما تعرض له من اعتداء كما ذكرت لكم في الحلقة الأولى كل ممتلكات وأثاثات الديوان على مستوى الرئاسة والمحليات تعرضت لاعتداء وخراب ممنهج، لكن بعد التحرير ونقصد تحرير ود مدني والحمد لله الذي تم بفضل القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية والمستنفرين والقوات المساندة رجعنا وبدأنا في عمليات الإعمار والتعمير وحتى هذا المكتب الذي نحن فيه الآن تم نهبه تماما وسرقت كل أصوله حتى الكرسي الذي أجلس عليه الآن.

حدثنا السيد/ حجر عن دور الأوقاف بعد الإعمار وعودة الديوان لمباشرة مهامه؟
نحن حقيقة في ديوان الأوقاف نطرق العديد من المجالات التي تلامس هموم وقضايا كبيرة في شتى المجالات مثل القطاع الصحي والتعليمي بجانب الاهتمام الأكبر بالقطاع الديني ودور العبادة من خلال دعمنا للخلاوى والمساجد، جميع هذه القطاعات تعرضت في حقيقة الأمر إلى دمار وخراب شامل ونهب، ولدينا العديد من المراكز الصحية التي هي وقف من بعض الواقفين تعرضت لدمار شامل وهذه المراكز الصحية اوقفها الإخوة الخيرون تعرضت لدمار كامل، أضف إلى ذلك بعض المستشفيات ولكن بفضل الله تعالى ومن خلال جهود العاملين في ديوان الأوقاف والمؤسسات الحكومية الأخرى التي وقفت بجانبنا ثم بفضل الله تعالى تمت إعادة كل هذه المؤسسات.

ماذا عن البداية الفعلية لعمل الأوقاف بعد التعمير والعودة؟
نحن الآن بفضل الله تعالى استعدنا العمل في الديوان كرئاسة والمحليات وبدأنا في إعادة القطاع الصحي وتم ادخاله في منظومة تقديم الخدمات المطلوبة للمرضى، والآن ومن خلال جهودنا وتحركاتنا وأن كان ليس لدينا مواردا وكما تعلمون أن الوقف موارده ذاتية من خلال الاعتماد على الايجارات التي نقوم بتحصيلها من الأوقاف التي وقفت لهذا المنشأة سواء كانت تعليمية أو صحية أو خدمية و تحركنا على المجتمع المدني.
هل هناك مجهودات بذلت في جانب الخدمات الوقفية سواء صحية أو تعليمية؟
تمكنا من تشغيل وتحريك جميع المراكز الصحية والمستشفيات التي أصابها الخراب والدمار وصارت الآن مراكز الأوقاف في الولاية وخاصة في مدينة ود مدني تحديدا باعتبارها قبلة لكل الناس، وكما تعلمون أن معظم المواطنين يأتوا المدينة بغرض العلاج خاصة المراكز الصحية والوقفية الموجودة ومنتشرة في محلية مدني الكبرى باعتبارها مراكزا مزودة بجميع الاحتياجات الطبية والصحية وغرف الانعاش والمعامل وغرف للتنويم وصيدلية وجميع ما يحتاجه المرضى وبها أيضا أطباء متخصصين وكوادر طبية مساعدة على درجة عالية من التدريب والتأهيل لخدمة المرضى.

الأخ تاج الدين لعلك استمعت لحديث السيد/ المدير العام فيما يتعلق بالدور الكبير الذي ظلت تقوم به الأوقاف من خدمات تقدم للمجتمع وأيضا لديها دورا في عملية استقرار المجتمع والدولة دعنا نتحدث عن أوقاف ود مدني الكبرى ودوركم في نشر العمل الوقفي وسط المجتمع؟
مرحبا بكم الأخ أبو هيام للمرة الثانية في هذه السلسلة الحوارية المتميزة، وأنا شاكر ومقدر للإخوة في قناة المسار وصحيفة المسار نيوز.
في الحقيقة برزت أهمية الوقف في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة ابان توقف المستشفى العام في ود مدني بسبب الحرب التي ألمت بالولاية، وكما تعلمون أن المستشفى العام دمر تماما وكان الملجأ الوحيد لجميع المرضى في كل الولاية نسبة للتعطيل الذي حدث كما ذكرت، ولكن نحن في ديوان الأوقاف الإسلامية ومن خلال جهود بعض الخيرين والمنظمات استطعنا أن نقوم بتقديم خدمات طبية وصحية كبيرة للمرضى إلى أن يتم تغيير هذا المستشفى وكانت الخدمات في حقيقة الأمر تقدم لكافة المرضى من خلال المراكز الصحية التي تحدثنا عنها وهي مراكزا صحية ووقفية منتشرة في أحياء مدينة ود مدني مثال لذلك مستوصف أبو العلاء في منطقة الدباغة ومستوصف أبو زيد في القسم الأول وأيضا لدينا مستوصفا في منطقة شندي فوق هذه المؤسسات الصحية تعتبر أوقافا وأصحابها قاموا بوقفها.
وكيف ينساب عمل هذه المؤسسات الصحية الآن خاصة فيما يتعلق بدورها وتقديم خدماتها؟
بحمد الله تعالى بمجرد ما تم تحرير مدينة ود مدني وكل الناس رجعت لمدني هذه المؤسسات الصحية كانت الملاذ والملجأ لكل المرضى كما ذكرنا، وهذا يعد من أهم الأدوار الخدمية التي ظلت تقوم بها الأوقاف ونحن عبركم نشكر كل الذين اوقفوا وشعروا بحاجة المجتمع منذ فترة والأوقاف تمثلت في أنها أوقاف صحية وتعليمية.

وماذا عن نشر ثقافة وأدب الأوقاف وسط المجتمع وما هي أهم الخطط الموضوعة والجهود المبذولة في هذا الصدد؟
في الحقيقة بالنسبة لنشر ثقافة الوقف الحمد لله رب العالمين حتى بعد عودتنا لمباشرة مهامنا في إدارة العمل الوقفي، هناك بعض الذين اوقفوا بحمد الله رب العالمين لأغراض معينة ومحددة، ونحن الآن لدينا تواصلا تاما مع الإخوة في مستشفى الذرة بمدني ولدينا لهم دعما متواصلا ويقدم لهم شهريا بفضل الله تعالى، أيضا لدينا تواصلا مع الإخوة في منظمة تداعي لأطفال مرض السرطان وأهم تواصل هو مع الإخوة الآئمة والموذنين وشيوخ الخلاوى، ونحن عبركم نشكرهم جزيل الشكر على أدورهم في ايصال رسالة الوقف للناس، ونحن كما ذكرت على تواصل معهم ولا يفوتني أن أشكر جامعة القرآن الكريم التي تستضاف في أرض الأوقاف الإسلامية وكانت انطلاقتها في الولاية من أرض الأوقاف إلى أن صارت الآن جامعة ونحن في تواصل وتنسيق تام مع إدارة الجامعة وكل هذه الأشياء بفضل الله تعالى تعد من ثمرات الوقف ونرجو أن تنعكس على المجتمع، وعبركم نحث كل الناس أن تكون لديهم أوقافا حتى المؤسسات والجهات الرسمية نحثهم بعمل الأوقاف لمعالجة مشكلات المجتمع التي ظهرت الآن بصورة كبيرة جدا مثل مرضى الكلى والسرطان كل هذه الجهات والخلاوى ومراكز القرآن والمدارس لديها أوقافا بطرفنا ونحن في تنسيق تام مع جميع هذه الجهات كما ذكرت.
نواصل في العدد القادم،،،