مبروك للهلال.. فوز صعب ومهم على مولودية الجزائر جاء في توقيت مناسب جداً، وبداية مبشّرة للفريق، خاصة وأن الهلال خاض مباراة شاقة أمام فريق شرس للغاية دخل الملعب من أجل الفوز بأي طريقة ممكنة. لقد خاض الهلال حرباً وليس مجرد مباراة.
أنا أحب الشعب الجزائري وأقدره وأحترمه كثيراً، لكن مولودية الجزائر لعب مباراة عنيفة، وحاول بكل الطرق تعطيل لاعبي الهلال واستهداف مفاتيح اللعب: جان كلود، كوليبالي، صلاح عادل، ووالي الدين بوغبا. استخدم الفريق الجزائري مختلف الأساليب لإيقاف الهلال، لكن الحمد لله، الهلال فاز واستحق الانتصار، ولقّن مولودية الجزائر هزيمة مُرّة. وأؤكد أن الهلال قادر على الفوز عليهم مرة أخرى وثالثة أيضاً، فمولودية الجزائر فريق معروف بقوته وشراسته.
الهلال قدّم مباراة كبيرة، وكان عند حسن الظن، وأسعدنا بنتيجة اللقاء، وأدخل الفرحة في نفوسنا في زمن الأحزان، خاصة مع مأساة سقوط مدينة الفاشر. سيطر الهلال على الكرة واستحوذ على مجريات اللعب، مع فرص هجومية عديدة أضاعها لاعبوه.
دفاع الهلال كان صلباً وصمد أمام سيل هجمات المولودية، وكان الحارس فريد في الموعد، خصوصاً في الشوط الثاني عندما اشتد ضغط الفريق الجزائري. كذلك، نجح المدرب في قراءة المباراة جيداً، وكانت تغييراته مؤثرة وغيرت مجرى اللعب.
الهلال أثبت أنه قادر على المنافسة بقوة في البطولة، وهذا الفوز يمنح دعماً معنوياً كبيراً للاعبين والجماهير. لقد تفوق الهلال على فريق لعب ثماني مباريات في الدوري الجزائري، وكان الأفضل منه فنياً، ولولا العنف الزائد لخرج الهلال بعدة أهداف إضافية.
أما حكم المباراة الغاني فقد كانت المواجهة صعبة عليه، لكنه قادها إلى بر الأمان رغم الإصابات المتعددة الناتجة عن العنف. فريق مولودية الجزائر بدا وكأنه في عالم آخر ولا يعلم شيئاً عن شعار اللعب النظيف. أي فريق غيره كان سيمنحنا مباراة جميلة مليئة بالفنيات، لكنه حرمنا من الاستمتاع بإمكانيات جان كلود وكوليبالي وروفاء وصندي.
ويستحق مدافع الهلال القامة “كرشوم” التحية على ما قدمه. وإن شاء الله يواصل الهلال انتصاراته.
ورغم كل ذلك، لا بد من التذكير بأن الهلال يلعب في ظل ظروف استثنائية وصعبة بكل المقاييس، حيث يخوض مبارياته خارج أرضه ووسط جماهيره منذ أكثر من عامين، إضافة إلى غيابه عن المشاركة في الدوري حتى الآن، مما يجعل هذا الفوز أكثر قيمة ويؤكد قوة شخصية الفريق وقدرته على الصمود والتحدي.
