الرياضة

كلمات صريحة.. بدر الدين الباشا  يكتب: فضيحة مستحقات أبياه.. هل يخفي الاتحاد الحقيقة؟《2》

إنجازات مدرب منتخبنا الوطني، كواسي أبياه، لا تخطئها العين، إلا لمن يتعمد ذلك. ففي أربع تصفيات، حقق إنجازات غير مسبوقة، وجعل منتخبنا الوطني حديث الجميع، حتى القنوات الفضائية ومنصات الإعلام بكافة أشكالها تحدثت عن “صقور الجديان” والمدرب كواسي أبياه. تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية (الكان)، وبطولة الأمم الإفريقية للمحليين (الشان)، وتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم، كما تأهل إلى نهائيات كأس العرب في قطر. لم يكن هذا مجرد إنجاز رياضي، بل كان بمثابة رسالة أمل في وقت كانت البلاد تمر فيه بأسوأ الأوضاع السياسية والاقتصادية.

لقد أدخل مدرب منتخبنا الفرحة في نفوس السودانيين في توقيت بالغ القسوة، حيث كانت الحرب تعصف بالبلاد، والنشاط الرياضي متوقف تمامًا. رغم ذلك، استطاع المنتخب بقيادة كواسي أبياه أن يكون مصدر السعادة الوحيد للسودانيين، في وقت كانت فيه الأخبار مليئة بالمآسي. انتزع المدرب التأهل في البطولات الأفريقية من بين فكي الأسد، متفوقا على منتخبات قوية في تصفيات كأس العالم والكان والشان وكأس العرب، وأعاد السودان إلى الساحة الكروية الإفريقية بعد سنوات من التراجع. ولم يقتصر تأثيره على تحقيق الانتصارات فحسب، بل رفع تصنيف منتخبنا في تصنيف الفيفا خلال فترة وجيزة، وهو تقدم كبير يعكس العمل الفني الذي قدمه للمنتخب. أصبح السودان ضمن أبرز أربعة منتخبات إفريقية على مستوى الأداء والتصنيف، وهو إنجاز لم يكن ليحدث لولا التخطيط الفني الجيد والاستقرار النسبي في الجهاز التدريبي. مدرب بهذه الكفاءة يستحق راتبا مجزيا، وحوافز إضافية عن كل بطولة على حدة، كما يجب تكريمه رسميا بمنحه وسام تقدير لما قدمه للكرة السودانية.

في ظل هذه الإنجازات، لم يكن مستغربا أن يحظى المنتخب السوداني بقيادة كواسي أبياه باهتمام واسع من الإعلام العربي والأفريقي. لكن، رغم كل هذه النجاحات، واجه المدرب أزمة غير متوقعة: تأخر راتبه لأكثر من عام!

تصريحات رئيس اتحاد كرة القدم حول تكذيب ما نشرناه بشأن أزمة الراتب، جاءت متأخرة بعد مرور 12 شهرا، وهو أمر يثير التساؤلات. فالاتحاد التزم الصمت طوال هذه الفترة، ثم برر الأمر بوجود صعوبات في التحويلات البنكية بين السودان وغانا. لكن في عالم اليوم، حيث يمكن إجراء التحويلات المالية عبر وسطاء خلال دقائق، من غير المعقول أن يستغرق تحويل راتب مدرب محترف عاما كاملا!

يحاول رئيس الاتحاد إقناعنا بأن التحويل يتم عبر الاتحاد السعودي إلى الاتحاد السوداني، ثم إلى غانا، لكن هل يُعقل أن تكون هذه العملية بهذا التعقيد؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يبحث الاتحاد عن حلول بديلة طوال هذا العام؟ هل كانت هناك نية لإبقاء المدرب في حالة انتظار دون إبلاغه بالحقيقة؟ أزمة راتب مدرب منتخبنا الوطني كشفت الكثير من المستور، وأظهرت ما كان مسكوتا عنه من سوء الإدارة وغياب الشفافية داخل الاتحاد السوداني لكرة القدم.

كواسي أبياه لم يكن مجرد مدرب، بل كان رمزا للأمل في فترة حالكة من تاريخ السودان، واستطاع أن يعيد لمنتخبنا هيبته. والآن، بدلا من تكريمه والاحتفاء بإنجازاته، يجد نفسه في قلب أزمة كان يمكن تجنبها بسهولة. إذا أراد الاتحاد السوداني أن يحافظ على استقرار المنتخب وتقدمه، فعليه أن يعيد النظر في طريقة إدارته للموارد والعقود، وألا يسمح بتكرار مثل هذه الأخطاء التي قد تؤثر سلبا على مستقبل الكرة السودانية.

نواصل غداً بإذن الله تعالى

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى