شيخ الأمين: أطعمنا 1700 أسرة يومياً ورفضنا أي دعم خارجي
رصاص فوق الرؤوس.. وعمليات جراحية بلا تخدير داخل مسيد أم درمان
وزير الخارجية الأسبق: شيخ الأمين يستحق “الدكتوراه الفخرية في المحبة”
السماني الوسيلة: صمود شيخ الأمين في الحرب ليس غريباً على أبناء المكاشفية
الهندي عز الدين: الشيخ الأمين مثل “السلطة الشعبية والإنسانية” لحولين كاملين
مصر تحتضن احتفال تكريم شيخ الأمين قبل منحه لقب الشخصية السودانية للعام
القاهرة – هيثم موسى
كرّم الاتحاد العربي للعمل الطوعي، مساء أمس (الأحد)، الشيخ الأمين عمر الأمين أحد أبرز شيوخ الطرق الصوفية في السودان، وذلك بمقر إقامته في مدينة “مدينتي” بجمهورية مصر العربية، تقديراً لجهوده الاستثنائية خلال فترة الحرب في السودان.
وقال رئيس الاتحاد، الدكتور يوسف بن علي الكاظم، إن التكريم يأتي اعترافاً بأدوار الشيخ الأمين الإنسانية البارزة، مشيراً إلى أن ما قام به من مبادرات ومواقف “يفوق ما أنجزه الاتحاد منذ تأسيسه في عام 2003”.
وأضاف أن الشيخ الأمين ظل صامداً في مسيده بمدينة أم درمان طوال 883 يوماً تحت نيران الحرب، مقدماً الغذاء والشراب والعلاج للمحتاجين، ومفضّلاً البقاء إلى جانب أبناء وطنه على مغادرة المكان حفاظاً على حياته.
من جانبه، أكد الشيخ الأمين أن العمل الطوعي في جوهره “عمل ديني”، مستشهداً بقول: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”. وقال: “كنا نعمل والرصاص فوق رؤوسنا، ولم نغادر أماكننا، حيث وفرنا الخدمات لنحو 1700 أسرة بشكل يومي، بما في ذلك الوجبات الثلاث والعلاج والدواء”.
وأضاف أن مجموعة من الأطباء المتطوعين أسسوا وحدة طبية وصيدلية داخل المسيد، وأجروا عمليات جراحية في ظروف بالغة الصعوبة، أحياناً من دون تخدير أو أدوات معقمة. وروى حادثة عثور أحد المواطنين على خيوط جراحية ملقاة قرب أحد المستشفيات، فأحضرها لهم لتسهم في إنقاذ عشرات الأرواح.
وأوضح أن كل نفقات المسيد خلال الحرب كانت من أموالهم الخاصة، مشدداً على أنهم رفضوا أي دعم خارجي، موجهاً شكره لجمهورية مصر العربية حكومةً وشعباً، ولرئيس الاتحاد العربي للعمل الطوعي، ولمنظمة الإنسانية أولا، مؤكداً استعداده لتقديم العون في أي بلد إسلامي يحتاج للمساعدة.
وخلال الاحتفالية، أعلن وزير الخارجية الأسبق علي يوسف الشريف منح الشيخ الأمين الدكتوراه الفخرية في المحبة، تكريماً لعطائه الإنساني.
فيما أكد الوزير السماني الوسيلة أن ما قدمه الشيخ الأمين في أصعب الظروف “ليس بغريب عليه”، لأنه تربى في مدرسة الصوفية المكاشفية.
أما الإعلامي الهندي عز الدين، رئيس تحرير صحيفة المجهر السودانية، فقال إن التكريم مستحق، واصفاً الشيخ الأمين بأنه “أحد أبرز رموز العمل الطوعي”، وأضاف: “لقد مثل الشيخ الأمين السلطة الشعبية والسلطة الإنسانية لعامين، بتقديمه الغذاء والشراب والدواء”.
كما أعرب عن أمله في تعزيز التعاون بينه وبين الاتحاد العربي للعمل الطوعي في السودان.
يذكر أن الشيخ الأمين أقام مأدبة عشاء بمقر إقامته، حضرها عدد من الشخصيات الإعلامية وممثلي القنوات الفضائية. ومن المقرر أن يُكرَّم مجدداً اليوم في الاحتفال باليوم العربي للعمل الطوعي، بعد اختياره “الشخصية السودانية للعام 2025.”
