الرأي والتحليل

محمد طلب يكتب: (حق الليلة ونهارات الرحمتات)

الشعوب لها احتفالات ترتبط بالاديان والعقائد والثقافات المختلفة وغالباً تحافظ على تلك التقاليد القديمة وتحاول ان تجعلها مواكبة لسرعة حركة تطور الحياة وتقلبات الامكنة ودوران الازمنة وتربط الاجيال بتاريخها الثقافي والديني ما استطاعت لذلك سبيلاً و تعيد استذكار تلك الطقوس و ما كانت عليه وما صارت اليه وقطعاً سيكون منها ما اندثر وما يخطو نحو الاندثار .
استميحكم عذرا بمناسبة ليلة النصف من شعبان ان احكي لكم عن (حق الليلة) واحتفاء الشعوب بثقافتها واعرج على (الرحمتات) القادمة في زمن اللا رحمة وليالي القتل والدمار و (الشفشفة).
قبل ثلاثة عقود في مكان اغترابي السابق و مهجري القسري الحالي و في يوم عمل رسمي تفاجأت باجواء احتفالية مختلفة بمكان عملي و بهجة على وجوه مواطنو البلد و هدايا تنهال علينا من كل مواطن وعميل يزور المصرف الذي اعمل به د (خلوا العيال يفرحوا ) هكذا يرددون وهم يقدمون الحلويات و المكسرات والمغلفات و التبريكات و السرور والالوان والزينة و زميلات جميلات ضاحكات يطفن علينا في حبور بالهدايا و(مبروك عليكم الليلة)..
اي ليلة … لا ادري .. وكيف يردون ..لا ادري ..و لا اجد إلا الرد بمثلها .. مبروك الليلة.. مع ابتسامة ردئية الصنع.
و يد مرتجفة تقبل الهدية
كانت اجواء مدهشة لا تسمع سوى (حق الليلة) ولا ترى سوى جملة (حق الليلة) مكتوبة على كل شيئ مع إبتسامات جميلة ارتسمت على وجوه كواعب ناعسات رائعات سهرن ليلهن للخروج بهذا الجمال صباحاً والتبريكات واجواء اشبه بالاعياد … واي عيد اليوم لا ادري ….!!!؟؟
كنت في دهشة وإستغراب ماذا هناك ولا مجال للسؤال خجلاً اذ كيف لا اعرف يوماً يُقابل بهذه الاحتفالية العظيمة.
(تحت تحت) ومن (جوة الجوة) و( بي ام غمتي) لإدعاء المعرفة عرفت انها احتفالية بليلة النصف من شعبان …ولماذا الاحتفاء بهذه الليلة ..لا ادري … فلم نعرف عنها شيئاً اثناء عملنا بالدولة الاسلامية دولة المشروع الحضاري.
ولم نعرف عن هذه الليلة وعظمتها عند المسلمين في المدارس اي معلومة.
و بعد جهد تذكرت احتفالات مماثلة ببلادنا يسمونها (الرحمتات) او (عشاء الميتين) و (ليلة التوسعة) حتى التسميات بها غموض ولا نعرف معنى لها ولا ادري إرتباطها بالدين ولا ادري الى اليوم هل هو احتفال ديني ام احتفال شعبي كما ان سوء النقل والمنقول بلا تعريف و مجرد التقليد والى اليوم لم اعرف احتفالات الرحمتات و معانيها و إرتباط يومها بالدين احياناً يسوقني التفكير لربطها بما نسمعه من التنويرين بان رمضان عبادة اختيارية بين الصوم والفدية كما ان دولة المشروع الحضاري الاسلامية معها اختفت الرحمتات ذااتو قبل ان نعرف لها اصلاً من فصل
لكني تعلمت الكثير عن ليلة النصف من شعبان و فضلها بسبب احتفالات (حق الليلة)
بالامس كانت الاحتفالات بيوم (حق الليلة) في دولة الامارات العربية المتحدة دولة اغترابي ومسقط رأس اولادي ومهجري القسري الان وهو يوم له خصوصية واحتفائية كبيرة بالمدارس والبيوت الاماراتية و رغم انه يوم عمل رسمي إلا ان المدارس يكون عملها الاساسي في ذلك اليوم هو (حق الليلة) فيعرف التلاميذ عظمة ليلة النصف شعبان في دينهم و ما ورد عن هذه الليلة.
اذا تتبعت احتفال حق الليلة ستجد انه موروث قديم لم تدكه الحداثة والتطور الهائل في حياة الناس لكنهم استطاعوا ان يطوروا الموروث وطريقة الاحتفاء به بصورة طيبة اما نحن الى اليوم لا ندري الكثير عن الجمعة اليتيمة وخميسها ومعانيها ولا الفرق بين (الآبري والحلو مر) ولا الاحتفال ولا ست الدوكة ذاااتا ولا تطورنا ولا ح نتطور ذاااتو…..حروب واقتتال و بس.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى