الاقتصاد والأعمال

السودان : أهمية توثيق التعاون التنموي مع الدول العربية الشقيقة وخاصة صناديق التمويل العربية

المسار: تقرير- فائز مكي

النزاع الذي اندلع في السودان منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣ شهد العديد من الانتهاكات التي لحقت بالشعب السوداني ومقدرات البلاد من البنية التحتية والمؤسسات والاعيان المدنية ونهب البنوك وطمس الهوية ودور العبادة ومقر السفارات والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، تسعى الحكومة ممثلة في وزير المالية والتخطيط الاقتصادي من خلال مشاركتها في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية لتقديم الدعم التنموي والإنساني العاجل إلى الشعب السوداني وإعادة تأهيل المرافق المتضررة.
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي يترأس وفد السودان:
ترأس معالي الدكتور جبريل إبراهيم – وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ، وفد السودان المشارك في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية والذي استضافته العاصمة العراقية بغداد.
و، قدم الوزير – في كلمته -التهنئه لجمهورية العراق على استضافتها أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والدورة الخامسة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، مشيدا بالقيادة الحكيمة لمملكة البحرين الشقيقة لقمة الدول العربية وجمهورية لبنان علي إدارتها الجيدة للقمة التنموية، داعياً لجمهورية العراق بالتوفيق في إدارة وتطوير آليات العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وتفعيل دوره في دفع مسيرة التنمية المستدامة.
وقال الوزير جبريل أبراهيم ان عقد الدورة الاستثنائية والحرص على مؤسسة عملية إعداد الملف الاقتصادي والاجتماعي المعروض على القمة، يعكس طموحات حكوماتنا وشعوبنا في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، مؤكدا ادراك القادة العرب المؤسسون لأهمية الوحدة الاقتصادية، وهي اليوم أشد إلحاحًا في ظل التغيرات المتسارعة في منطقتنا والعالم، مما يتطلب التحرك بمرونة وكفاءة لمجابهة التحديات والاستجابة للتطلعات.

جملة تحديات مابعد الحرب:

وتطرق الوزير في كلمته إلى التحديات التي يمر بها السودان نتيجة العدوان الذي يتعرض له بتدبير خارجي وبأدوات داخلية، مشددا على أن عزيمة الشعب السوداني وإرادته السياسية الصلبة و بسالة قواته المسلحة و المساندة، تمكّنت من تثبيت أركان الدولة ومؤسساتها، مبينا ان الحرب شارفت على نهاياتها وبداية مرحلة جديدة من الإعمار والبناء، تستند إلى تحليل دقيق للفرص وتحديد واضح للتحديات، مع تفعيل جسور التعاون مع الأشقاء العرب والصناديق التنموية.
واستعرض الوزير جبريل ابراهيم ، خطط وبرامج الدولة المختلفة، منوها إلى ان السودان قد بدأ في التعافي التدريجي لأداء الاقتصاد الوطني، موضحا ان الفترة الأخيرة قد شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأنشطة التجارية، مصحوبًا باستقرار مستمر في سعر صرف العملة الوطنية، وانخفاض في معدلات التضخم مما يعكس بوادر استقرار اقتصادي نسبي.
وعبر عن تطلعه لان يشهد مطلع العام المقبل تحولًا اقتصاديًا نوعيًا، نتيجة العودة المتزايدة للمواطنين إلى مناطقهم المحررة، واستئناف النشاط التجاري والإنتاجي. كما أن الإنتاج الزراعي خلال فترة الحرب تجاوز مستويات الإنتاج التي تحققت في سنوات السلم، وهو ما يدحض المزاعم بشأن احتمال وقوع مجاعة، ويؤكد أن السودان بدأ بالفعل في الانتقال من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التنمية المستدامة.
وجدد الوزير في كلمته، قناعة السودان القيام بدوره في تعزيز الأمن الغذائي العربي، مؤكدا التزامه بمبادرته للأمن الغذائي، والتي أُقرت في قمة الجزائر عام 2022، في إطار الاستراتجية العربية للأمن الغذائي التي تقدمت بها دولة الكويت الشقيقة، مؤكدا ترحيب السودان بكافة الاستثمارات العربية في هذا المجال، مجددا التأكيد على انطلاق السودان من الدراسات الممولة من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والتي أنجزتها بيوت خبرة دولية، والتي اثبتت ان السودان مؤهل لسد جزء كبير من فجوة الغذاء العربي في مجالات الحبوب، والزيوت، واللحوم، والسكر.

الشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية:

وأستعرض الوزير جهود الحكومة السودانية في اعادة الإعمار ، مشيرًا الى تشكيل لجنة عليا برئاسة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي لتقييم الأضرار التي لحقت بمؤسسات الدولة والاقتصاد القومي جراء الحرب، و تقديم رؤية متكاملة لإعادة الإعمار ،مبيناً أن اللجنة انهت أعمالها ورفعت تقريرها إلى قيادة الدولة في ديسمبر 2024. حيث ركز التقرير على محورين رئيسيين: بناء الإنسان ورأس المال البشري، وتأهيل البنية التحتية، حيث ترى اللجنة أن النهضة لا تُبنى إلا من خلال الجمع بين الاثنين معًا. و ترى كذلك أن الشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية وغير العربية تمثل المسار الأمثل للتمويل والتنفيذ بما يحقق النفع المتبادل للمستثمر والسودان. كما تقدم السودان إلي الأمم المتحدة و البنك الدولي و بطلب لبنك التنمية الافريقي لإرسال فريق فني مشترك لتقديم تقييم مستقل للأضرار التي لحقت بالبلاد و بنيتها التحتية ومؤسساتها الاقتصادية وقد أبدت هذه المؤسسات استعدادها للقيام بالمهمة.

تفعيل السوق العربية المشتركة:

ووجه الوزير الدعوة إلى الأشقاء العرب للدخول في هذه الشراكات التنموية الواعدة، والاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية. حيث تفرض التحولات المتسارعة في الاقتصاد الدولي، والقيود الجمركية الجديدة، لا سيما من قبل بعض القوى الكبرى، تفرض علي الدول العربية ضرورة وضع استراتيجيات جماعية لتعزيز التبادل التجاري فيما بينها، وتفعيل السوق العربية المشتركة، والتوجه نحو أسواق جديدة بشكل منسق وفعال.
‎وأجاز الاجتماع البنود الاقتصادية والاجتماعية المعروضة على اجتماعات الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية والاقتصادية ، ومن ضمنها تقارير تتضمن سير العمل الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي ومتابعة تنفيذ قرارات قمة بيروت الاقتصادية والتنموية والتي عقدت في العام ٢٠١٩م، ومبادرات تدعم التحول الاقتصادي كمبادرة فخامة الرئيس الموريتاني حول الاقتصاد الأزرق ، مبادرة الامين العام للذكاء الاصطناعي وإنشاء مجلس وزاري يضم وزراء التجارة العرب.
كما أجاز الأجتماع عدد من الموضوعات أهمها سبل دعم خطط الاحتياجات التنموية المقدمة من عدد من الدول العربية وعدد من المشاريع الداعمة للاقتصاد الفلسطيني كإنشاء محطات طاقة شمسية ومتابعة تطورات منطقة التجارة الحرة العربية ، ومتابعة إنفاذ الخطة التنفيذية للاستراتيجية للأمن المائي.
وأجاز الاجتماع البند الخاص بالمشاريع التنموية المقدمة من جمهورية السودان ، حيث أكد المجلس في قراره على التضامن مع جمهورية السودان والشعب السوداني الشقيق في سعيه لتامين مقدراته وصيانة أراضيه وبنيته التحتية الحيوية. كما دعا الدول والمنظمات والمؤسسات العربية إلى تقديم الدعم التنموي والإنساني العاجل إلى الشعب السوداني وإعادة تأهيل المرافق المتضررة بجمهورية السودان، والى زيادة الاستجابة الإنسانية والتنموية بما يعزز جهود السودان في مواجهة اي تهديدات لوحدته ووجوده وتجاوز الآثار الكارثية التي يعيشها الشعب السوداني . وكلف المجلس الامين العام لجامعة الدول العربية باستكمال دراسات المشروعات التنموية والإنسانية ومتابعة تنفيذ هذا القرار .

التعاون مع صناديق التمويل العربية:

‎وعبر السفير عماد عدوي – مندوب السودان الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن رؤية السودان في تجديد الانخراط الاقتصادي والاجتماعي مع الجامعة العربية وكافة اجهزتها ، مشيدا بدور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في ترقية الأداء الاقتصادي والاجتماعي في كافة ارجاء الوطن العربي.
‎واكد مندوب السودان لدى جامعة الدول العربية أن السودان حرص على المشاركة في اعمال المجلس الاقتصادي بوفد برئاسة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي من واقع اهتمامه ومسؤولياته التنموية وقناعته الراسخة بقدرة العمل العربي المشترك على تحقيق الإنجاز ، مبيناً ان السودان سيسعى لزيادة انخراط الجامعة العربية في الجهود التنموية عبر متابعة القرار الذي اصدره المجلس في هذا الخصوص .
‎وأوضح السفير عدوي ان السودان اوصل رسالته للمجلس الاقتصادي والاجتماعي المتضمنة تأكيد واستعداد لتوثيق التعاون التنموي مع مختلف الدول العربية الشقيقة وصناديق التمويل العربية ، وكذلك
رغبة أكيدة في تحقيق قفزات تنموية شاملة.
‎والجدير بالذكر انه ستتواصل اجتماعات مجالس جامعة الدول العربية في العاصمة العراقية بغداد بعقد اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين وأصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب خلال حتى يوم غدا الخميس ، ورفع مخرجات تلك الاجتماعات إلى القمتين السياسية والتنموية والمزمع عقدهما يوم السبت المقبل بالعاصمة العراقية بغداد .
وكان السودان قد شارك في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين بوفد ترأسه السيد الفريق أول ركن / عماد الدين مصطفى عدوي – مندوب السودان الدائم لدى جامعة الدول العربية وعضوية كل من : السيد الدكتورة/ ملاك دفع السيد – وكيل وزارة التنمية الاجتماعية والسيد/ محمد احمد عبدالله صديق – مدير ادارة التجمعات الاقتصادية بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي والدكتور/ حسام حسين محمد – دبلوماسي بالمندوبية الدائمة لجمهورية السودان لدى الجامعة العربية.

هشام احمد المصطفي(ابوهيام ) رئيس التحرير

من أبرز المنصات الإلكترونية المخصصة لنقل الأخبار وتقديم المحتوى الإعلامي المتنوع والشامل. تهدف هذه المنصة إلى توفير الأخبار الدقيقة والموثوقة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأساليب المبتكرة في عرض الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى