قدم الروائي الإرتري المقيم في العاصمة القطرية الدوحة هاشم محمود مقاربات ثرة وغنية لطقوس مجتمعه المحلي في أسمرا والمدن الإرترية الأخرى وكيفية صيام وأداء شعائر رمضان المعظم، وبين مغتربه في مدن دولة قطر، وجاءت استضافة الروائي عبر برنامج ليالي رمضان بقناة الريان، حيث شكل حضوراً باهياً في أحد أجمل وأمتع حلقات البرنامج تلك التي استدعت إرتريا البعيدة وسط الهضاب والسواحل.
جاءت مشاركة الروائي هاشم لايضاح موقف الرواية في إرتريا، وأنماطها، وكيف استطاعت الخروج عن العوالم الضيقة، في أحد دول القرن الأفريقي الأكثر انغلاقاً، وأقر من خلالها الأستاذ هاشم محمود بتأخير في عوالم التقنية والإنترنت ما يزال يعتري البلد التي يحكمها أسياسي أفورقي منذ تسعينات الاستقلال وبعد الحرب وحتى الآن.
يري الروائي الذي تحدث بعمق المثقف المتصل بموروثه أنه لا اختلاف كبير في طقوس شهر رمضان بين بلده ومهجره، حيث الاستعدادات المبكرة في المدن الإرترية للشهر الفضيل منذ شهر شعبان، وكذلك تزيين الشوارع والطرقات الجانبية للأحياء السكنية، والاستعداد بدورات برامجية في القنوات الفضائية، إن هاشم بدأ تواقاً لحجم الاجابات التي ضربت جدار ذاكرته وحجم الاشتياق لمدن بلاده في شهر رمضان الذي تزدهر فيه العلاقات الاجتماعية، وتقترب إلى أقصاها خاصة في وجبات الافطار الجماعية.
بدأ محمود مهموماً بمجريات الأدب والرواية في بلاده، ورأى أن النشاط والتداول الورقي ما يزال هو السائد وأن ذلك ربما يعد وجهاً لصيرورة الكتابة والقراءة الورقية، وإن كان قد أشار ايضاً لتأثيرات التقنية والعوالم الافتراضية وعوامل السوشيال ميديا عليه كتابة الرواية في دول العالم العربي والأفريقي وعالمياً أيضا، إن هاشم ومن خلال حواريته الرمضانية، أظهر روح الروائي التواق لمعانقة الورق، بينما يتمنى أن تلحق بلاده بركب عالم الإنترنت والسرعة.
إن الظهور الهادي ذو الملامح الأفروعربية للروائي هاشم ومن خلال القنوات القطرية جاء يحمل مضامين كبيرة، بكسر طوق الرواية الإرترية لجدار وعقبات ظلت تعتريها لكنها سرعان ما حققت انتشارا، كما هو الحال في ظهور الروائي هاشم محمود في محافل عربية، فقد عبر فعلياً عن إرث وثقافة بلاده وإن كان ممنوناً لقطر التي يرى فيها الأمن والأمان متمنياً أن تصل بلاده إرتريا سريعا لارتياد عصر التكنولوجيا لتنفتح على العالم وتخرج من العزلة.
